196

Gonar Masu Wa'azi

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

فقال: وبالله أسألكم، هل علمتم من الكتب السالفة أن إبراهيم (عليه السلام) هرب به أبوه من الملك الطاغي، فوضعت به امه بين أثلاث (1) بشاطئ نهر يتدفق، بين غروب الشمس وإقبال الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من شهادة أن لا إله إلا الله، ثم أخذ ثوبا فامتسح به وامه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا، ثم مضى يهرول بين يديها مادا عينيه إلى السماء، فكان منه ما (2) قال الله عز وجل: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين* فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين* فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي إلى قوله: إني بريء مما تشركون (3).

وعلمتم أن موسى بن عمران (عليه السلام) كان فرعون في طلبه يبقر (4) بطون النساء الحوامل، ويذبح الأطفال ليقتل موسى، فلما ولدته امه امرت أن تأخذه من تحتها وتقذفه في التابوت، وتلقي بالتابوت (5) في اليم، فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى، وقال لها: يا أم اقذفيني في التابوت، وألقي التابوت في اليم (6). فقالت وهي ذعرة من كلامه: يا بني إني أخاف عليك من الغرق. فقال لها: لا تحزني؛ إن الله رادني إليك. فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى وقال لها: يا أم اقذفيني في

Shafi 202