353

وقال: لا وجود لشجاع فى أى مكان قط مثل بيونتاى، ولا مثيل له فى أفضاله الأخرى، ولكنه لم يتعب من مشقة السفر، ولا يعرف الظمأ والجوع، فإن من معه من الخدام والجند يعلمون أنهم مثله فى تحمل المشقة، وليس لهم طاقة ولا قوة، لهذا السبب لا نبغى له رئاسة الجيش، وتجدر رئاسة الجيش لمن لا يعرف الجوع والعطش، ويقيس حاله بحال الآخرين، ويمضى فى الطريق بحساب، ويحول بين جيشه وبين الجوع والظمأ، وتضمر دوابه، سيروا سير أضعفكم، ويشير بهذه العبارة لهذا الأمر.

وقال: إن تجارنا يلبسون الثياب المزركشة، ومعهم سلع ثمينة أملا فى الربح، وتقوى قلوبهم بهذه الأمتعة والأقمشة الفاخرة، فينبغى لقادة الجيش أن يحسنوا تعليم أبنائهم الرمى بالسهام والفروسية والمصارعة، وأن يدربوهم على هذه الأعمال، فإنهم يصبحون شجعانا مثل التجار فى حسن حالهم، وسلامة مزاجهم بتلك الفنون التى يعرفونها.

وقال: حينما يسكر الإنسان من الخمر والطراسون، فإنه يصبح أعمى وأصم وأبكم، وإذا أراد أن يعتدل فى جلسته، فإنه لا يستطيع، مثل الشخص الذى يشج رأسه، فيبقى خائفا حائرا، لا عقل ولا نفع، ولا فضل فى الخمر والطراسون، وليس فيها سيرة طيبة ولا خلق كريم، وإن الرجل من الخير الذى يعرفه، والأفضال التى له عمله، والملك الذى يحرص على شرب الخمر، فإنه لا يستطيع أن يقوم بالأعمال العظيمة، ولا أن يربى الكلاب والخيول، والرجل الذى يحرص على هذا يصاب ببلاء عظيم، والشخص الفقير الذى يدمن الشراب يصبح مفلسا، والخادم الذى يحرص على شرب الخمر، فإنه يقضى عمره فى العذاب والهم إن الخمر والطراسون تعمى القلوب، وتسكر الأخيار والأشرار، وإذا لم توجد حيلة فى البعد عن شرب الخمر، فليشرب ثلاث مرات فى الشهر، وإذا تجاوزها فقد وقع فى الخطأ، وإذا شرب فى الشهر مرتين كان أفضل، وإذا شرب مرة واحدة، فهذا أحسن، أما إذا لم يشرب أصلا فلا يوجد أفضل من هذا، وأين النفس التى لم تسكر؟! (9)، وإذا كانت فهى عزيزة.

Shafi 412