238

ولما سمع جواب رسالته، جمع كل شيوخ بيت المقدس، ومضى إلى بيت المقدس وكان معه الأنبياء الذين كانوا فى هذا الوقت وأحضر هؤلاء القوم، ووقف يوشياهو على عمود من أعمدة بيت المقدس، وعاهد الحق تعالى أن يأمر الجميع بأن يتبعوا فرائضه وسننه وشرائعه وكتابه بقلبهم وأرواحهم، وعاهدوه جميعا على هذا، بعد ذلك قال لحلقيا الإمام: إن كل شىء وضعوه فى بيت المقدس لعبادة الأصنام أخرجها كلها وأحرقها، وما كانوا قد وقفوه من أجل مصالحهم خربوه بتمامه، وكذلك المنازل التى بنوها فى أطراف تلك المناطق وقتلوا الناس الذين كانوا مجاورين للمعابد، وكانوا يخدمون الأصنام جميعا، كما أحرقوا جميع الأشياء التى صنعها منشأ، ووضعها فى بيت المقدس، وجميع المعابد التى أقامها يروعام بن نواط، ولم يكن أحد من الملوك القدماء مثله فى الطاعة والعبادة، وثار فى آخر عمره من يسمى فرعون نكوه ملك مصر على ملك الموصل على شاطئ الفرات، فمضى إليه يوشاهيو، فقتله برغونجو فى موضع مور، وكانت مدة ملكه إحدى وثلاثين سنة.

يهو آحاز بن يوشياهو:

خلف أباه، وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، وعمل السوء، وحبسه برغونجو فى مدينة ربله من توابع حماة وأجلس أخاه الياقيم مكانه، ولما مضى إلى مصر حمله معه ومات هناك، وكانت مدة ملكه ثلاثة أشهر.

الياقيم بن يوشياهو:

نصبه برغونجو ملكا، واسمه يهوياقيم، وكان مثل أخيه زنديقا كافرا، وظهر فى عهده نروخت نصار الذى يسميه العرب بختنصر، أطاعه يهوياقيم هذا ثلاث سنوات، ثم تمرد عليه بعد ذلك، فسلط الحق تعالى جيش الكلدانيين وجيش دمشق وموا وعمون على سبط يهودا حتى محوهم من على وجه الأرض بذنب منشأ جده، وبسبب الدماء التى أراقها بغير حق، وكانت مدة ملكه أحد عشر عاما.

وكان يرميا وأورياهو النبيان معاصرين له، وكانا ينصحانه، ولكنه لم ينتصح.

يهوياخين بن الياقيم:

خلف أباه، وهو فى الثامنة عشر من عمره وسلك طريقه، وقدم فى زمانه عبيد بختنصر ملك بغداد إلى بيت المقدس، واعتقلوه فى حصن، ووصل بختنصر أيضا، فاضطر يهوياخين وأمه وعبيده للمضى إليه، وتولى بختنصر فى العام الثامن من ملكه عليهم، وعلى جميع الخزائن التى كانت فى بيت المقدس وهذه النواحى، كما استولى على كل شىء ذهبى صنعه سيدنا سليمان (عليه السلام) من أجل بيت المقدس، وعين جميع الرؤساء والأعيان مع عشرة آلاف رجل شجاع لهذا الموضوع، وحمل يهوياخين مع والده وحشمه وخدامه إلى بغداد، وكانت مدة ملكه ثلاثة أشهر.

متنيا بن يوشياهو:

Shafi 275