111

Gonar Masoya

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Bincike

محمد عزير شمس

Mai Buga Littafi

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Lambar Fassara

الرابعة

Shekarar Bugawa

1440 AH

Inda aka buga

الرياض وبيروت

Nau'ikan

Tariqa
فمحبَّة العبودية هي (^١) أشرفُ أنواع المحبَّة، وهي خالصُ حقِّ الله عَلَى عباده، وفي الصحيح (^٢) عن مُعاذ أنه قال: كنتُ سائرًا مع رسول الله ﷺ فقال: «يا معاذ!» فقلت: لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسَعْديْكَ! قال: ثمَّ سارَ ساعةً، ثم قال: «يا معاذ!» قلت: لَبَّيْكَ رسولَ الله وسعديك! ثم سارَ ساعةً فقال: «يا معاذ!»، قلت: لبيكَ رسولَ الله وسعديك! قال: «أتدري ما حَقُّ الله على عباده؟» قلت: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: «حقُّه عليهم أن يعبدوه لا يُشركوا به شيئًا. أتدري ما حقُّ العباد عَلَى الله إذا فعلوا ذلك؟ ألا يُعذِّبهم بالنار».
وقد ذكرَ الله سبحانه رسولَه بالعبودية في أشرف مقاماته، وهي مقام التحدِّي، [٢٠ ب] ومقام الإسراء، ومقام الدعوة، فقال في التحدِّي: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [البقرة/٢٣]، وقال في مقام الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [الإسراء/١]، وقال في مقام الدعوة: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ [الجن/١٩].
وإذا تدافع أولو العزم (^٣) الشفاعةَ الكبرى يوم القيامة يقول المسيحُ لهم: «اذهبوا إلى محمدٍ، عبدٍ غفرَ الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر» (^٤)،

(^١) ت: «من».
(^٢) أخرجه البخاري (٦٢٦٧، ٦٥٠٠)، ومسلم (٣٠).
(^٣) «أولو العزم» ساقطة من ش.
(^٤) قطعة من حديث الشفاعة، أخرجه البخاري (٧٤١٠)، ومسلم (١٩٣) من حديث أنس.

1 / 84