فلاحظ أمور الأمة، فقد أصبحت لها حاملا، وخلص نفسك من التبعات اليوم، ففي غد تكون مسؤولا لا سائلا، ودع الاغترار بأمر الدنيا فما نال أحد منها طائلا وما رآها أحد بعين الحق إلا رآها خيالا زائلا ؛ فالسعيد من قطع منها آماله الموصولة، وقدم لنفسه زاد التقوى فتقدمة غير التقوى مردودة لا مقبولة، وابسط يدك بالإحسان والعدل، فقد أمر؟ الله بالعدل والإحسان ، [ وكرر ذكره ] في مواضع من القرآن ؛ وكفر به عن المرء ذنوبة كتبته عليه وآثاما، وجعل يوما واحدا منه كعبادة العابد ستين عاما، وما سلك أحد سبيل العدل إلا واجتنبت ثماره من أفنان، ورجع الأمر به بعد تداعي أركانه وهو مشيد الأركان، وتحصن به من حوادث زمانه - والسعيد من تحصن من حوادث الزمان. وكانت أيامه في الأيام أبهي من الأعياد، وأحسن في العيون من الغرر في أوجه الحياد، وأحلى من العقود إذا حلي بها عطل الأجياد.
Shafi 105