ولما طلع العدو إلى الجبل منهز ما طلع الملك الظاهر راجلا خلفه، ووقف قبالته طول النهار كله إلى الليل، والناس تتسامع بوقوفه ويطلعون إليه من كل جهة، وهو يقاتل قتال من استقتل. وصارت الرجالة تطلع وتأخذ روس من يقتله ويقتل بين يديه، وتحمل إلى الملك المظفر، مثل كتبغا نوین وغيره، فما انقضى النهار إلا وقد صارت جملة كبيرة من الروس قدام الملك المظفر.
ولما نزل الملك الظاهر لم يشغله ما قاساه من النصب حتى ركب، وساق خلف العدو، وتبعه الناس. ولم يزل سائقة ليله ونهاره لا يصبر، وهو يقتل، ويأسر من سلم، والعدو بين يديه منهزمة ؛ وما ثني أعنة خيله إلى حارم. ولما وصل أفامية اجتمعوا أيضا، فكسرهم كسرة شنعة على أفامية"، في يوم الجمعة أيضا. وغنمت الأموال، والحريم، والصغار، والخيول.
وفي أثناء ذلك سير إلى دمشق من أمنها وطمنها، وعرف الناس بالنصر على العدو المخذول، وبصرهم بهم، وأمر بالإيقاع بنوابهم وغلمانهم، وعدم الالتفات إليهم، وتحذيرهم من تمكين نواب العدو من اعتماد مضرة البلاد، وفي أحد من الناس.
Shafi 65