Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Nau'ikan
وكتب كتب البشائر، وأصبح ينظر في أمور دولته، لأنه كان إذا لم يركب يصلي الصبح، ويخرج إلى باب دهلیزه، ويجلس على كرسي أمير جانداره، ظاهرة للناس كافة، يقرب منه الفقير والمرأة والضعيف ويقضي حوائج الناس، ويسمع قصص الرعايا، ويوقع عليها بين يديه إلى أن يرى أمراءه حضروا من سوق الخيل، يقوم ويجلس في مرتبة السلطنة، ويحضر الأمراء، ويمد لهم الخوان ؛ ويجلس لقضاء حوائج الناس، وللعلامة على الكتب. وإنما ذكرنا ذلك ليعلم أن هذا السلطان أوقاته مستغرقة في مصالح المسلمين، ولذته في الاهتمام بأمور الدين. .
ثم أحضر البريدية سكك حديد كان العدو صنعها للصعود في الأسوار، وورد کتاب جمال الدين أقوش المغيني النائب بالبيرة يذكر صفة الحال، وما اشتملت عليه من قوة العزائم، وشدة الشكائم، وأنه لما كثر العدو على القلعة، وطم الخندق، حفر أهل البيرة حفيرة قدر قامة، وعملوا فيه ؟ سردابة نافذة إلى الأحطاب التي كان العدو ردمها في الخندق ؛ ورموا فيها النار، فاحترقت جميعها في الخندق، وما قدر العدو على طفيها، ثم سد المسلمون السرب المحفور ؛ وذكر مصابرة أهل الثغر، وأن نساءهم فعلن من حسن البلاء في قتال الأعداء ما لا تفعله الرجال ؛ ومن جملة ما وصف أن برجة واحدة كان عليه خمسة عشر منجنيقة، وثبت شهرين، وكان العدو قد ضربوا أربعين سكة كل سكة ثلاثة أرطال بالحلي، وخمسين سكة كبيرة، وجعلوا فيها الحبال ليجر وا بها السلام، ويرفعوا المقاتلة فأخذ أهل الثغر الجميع، وأخذ من العدو عدة مراكب، كبارة وصغارا .
Shafi 225