Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir

Muhyi al-Din Ibn ʿAbd al-Zahir d. 692 AH
164

Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

Nau'ikan

Tarihi

فعبر الناس بلا حساب، وطال الأمر، وقرب وقت المغرب، والعالم لا يزدادون إلا كثرة، وهلك ذلك اليوم من الزحام جماعة منهم عز الدين أيبك، مملوك الأمير عز الدين الحلي ؛ وكان قصد السلطان بركوب الناس في يوم واحد حتى لا يقال إن أحدة استعار من أحد شيئة؛ وبقي كل أحد يدخل من باب القرافة ويخرج من جهة الجبل إلى باب النصر، إلى الدهليز المضروب هناك، ولما قرب وقت المغرب ركب السلطان بقباء أبيض لا غير، وساق في وسط العساكر اللابسة العدد في جماعة يسيرة من سلاح داريته وخواصه، ونزل إلى الدهليز، ورتب المنازل، ورجع إلى قلعته، وقت المغرب ومهابته أعظم في القلوب من وقع السلاح، وعظمته تخطف الأبصار، ولا يقدر أحد على تلحظ له ولا التماح.

ثم أن الناس اهتموا باللعب، ولبسوا خيولهم التشاهير والبر اشم البحرية،

السلطان وجنائبه تجر بين يديه تبهر العيون بحسنها، وحسن ما عليها من الأهلية والمراوات والبنود. قال مؤلف السيرة القاضي محيي الدين : قال لي القاضي فتح الدين بن سناء الملك، قبل هذا الوقت بمدة سنة : «ان الذي دخل في المراوات من البنود الأطلس الأصفر قیمته عشرة آلاف دينار ». وما تجدد بعد ذلك لا يحصى.

وساق السلطان إلى ميدان العيد، وقدامه جنائبه التي ما سمع أن ملكة جمع مثلها، ولا غالى في أثمانها كمغالاته. ولقد سير طلب فرس من هذه الخيول من صاحب المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ! - فحضر والد صاحب المدينة، وصحبته عدة خيول من جملتها هذا الفرس، وذكر أنه سيتر إلى نجد ودخل على أصحابه دخول الذمام وبذل لهم جملة من إبل وجواري، وقماش، حتى أخذه منهم، فأعطاه السلطان ألفي دينار مضافة إلى الخلع والافتقاد، وأعطى ولده جملة كبيرة. وأكثر تحصيل هذه الخيول على هذه الصفة ؛ وكانت كما قيل :

وخيل عليها الدار عون كأنها

رياح سرت يحملن في السحب أمواها

الفن القنا حتي لوان نصاها

تميز عن آذانها ما عرفناها

يصرفها ماضي العزيمة جاعل

بمصر - على اسم الله واليمن - مرساها

مليك لوان الأرض في ظل عفوه

وستر سجاياه الكرام لغطاها »

Shafi 212