Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir

Muhyi al-Din Ibn ʿAbd al-Zahir d. 692 AH
159

Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

Nau'ikan

Tarihi

وبعد : فإنا لما ألهمنا الله من مصالح الأمم، وخولناه من الحرص على مهمات العباد الذي ه قطع به شأفة الكفر وحسم، وأتى بنا والشرك قد علم كل أحد اشتعال ناره فكان علما بنار مضرمة لا نارا على علم ؛ وقدره من دفع الكفر من جميع الجوانب، وقمعهم من كل جهة حتى رميناهم بالحتف الواصل والعذاب الواصب، فأصبح الشرك من الإبادة في شرك، والإسلام لا يخشى من فتك، ولا يخاف من درك ؛ وثغور الإسلام عالية المبتني نامية المقتني، جانية ثمار الادخار من هنا ومن هنا ؛ تزاحم بر وجها في السماء البروج ، وتشاهد الأعداء منها سماء، قد بنيت وزینت وما لها من فروج. وعساكر الملة المحمدية في كل طرف من أطراف الممالك تجول، وفي كل واد تهيم حتى تشعر بالنصر، ولكنها تفعل ما تقول ؛ قد دوخت البلاد، فقتلت الأعداء تارة بالإلمام، وتارة بالأوهام، وسلت سيوفها فراعتهم يقظة بالقراع ونوما بالأحلام. نری أنا قد لذ لنا هذا الأمر التذاذ المستطيب، وحسن لدينا موقعه فعكفنا عليه عكوف المستجيد، ولبيناه تلبية المستجيب ؛ وشغلنا فيه جميع الأوقات 3 والحواس، وتقسمت مباشرته، ومؤامرته سائر الزمن حتى غدا أكثر ترددة إلى النفس من الأنفاس ؛ واستنفذنا الساعات في امتطاء الضمر الشوس، وادراع محكم الدلاص التي كأمها ومضات برق أو شعاع شموس ؛ وتجريد المرهفات التي قد جفت لحاظها الأجفان، وجرت نکالمياه، واضطربت ۷ فكالغدران، وتفويق السهام التي غدت قسيها من اتعابنا لها تئن، واعتقال السمهرية التي تقرع الأعداء سنها ندما كلما قرعت هي السن ؛ إلى غير ذلك من كل غارة شعواء تسيء للكفار الصباح، وتصدم كالجبال، وتسير " كالرياح ؛ ومنازلات کم استلبت من موجود، وكم استنجزت من نصر موعود، وكم مدينة أضحت لها مدنية، ولكن أخرها الله إلى أجل معدود .

وكانت شجرتنا المباركة قد امتد منها فرع تفر سنا فيه الزيادة والنمو،

السعود إلى الأبدار، وأنه سرنا الذي صادف مكان الاختيار له حسن الاختبار. أردنا أن ننصبه في منصب أحلنا الله فسيح غرفه، ونشرفه بما خولنا الله من شرفه، وأن تكون يدنا ويده تقتطفان من ثمره، وجيدنا وجيده يتحليان بجوهره ؛ وأنا نكون للسلطنة الشريفة السمع والبصر، والمملكة المعظمة في التناوب بالإضاءة الشمس والقمر ؛ وأن تصول الأمة منا ومنه بحدين، ويبطشون من أمرنا وأمره بيدين ؛ وأن نربيه على حسن سياسة تحمد الأمة - إن شاء الله ! - عاقبتها عند الكبر، وتكون الأخلاق الملوكية منتشئة معه ومنتشبة به من الصغر ؛ ويجعل سعي الأمة بتمني مثله حميدة، ويب لهم منه سلطانا نصيرة، وملكة سعيدة، ويتوی به عضد الدین، ويريش جناح المملكة وينجح مطالب الأمة بإیالته، وكيف لا ينجح مطلب يكون فيه بركة.

Shafi 207