Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir

Muhyi al-Din Ibn ʿAbd al-Zahir d. 692 AH
146

Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

Nau'ikan

Tarihi

وكان السلطان قد فهم منهم هذا الاتفاق، لاهتمامه باستطلاع الأخبار ؛ فسير إلى عسكري حماه وحمص، فتوجهوا، وتوجهت جماعة من العسكر المنصور، فأغارت على عسكر الأرمن، وأسرت أميرة من أمرائه، وأخذ له مائة جمل من البخاتي، فولوا منهزمين، وقتل منهم ثلاثون نفرة، وجرح صاحب حموص، قرابة الملك، وهو بارو بهرام، جراحة شديدة. وكتب إلى التتار الذين كانوا في الروم وهم سبعمائة راكب، فأحضرهم، وكان قصده الشام، فلما وصلوا إلى حارم وقعت ثلوج شديدة، وكان الطاغية المذكور قد كتب إلى أنطاكية يطلب نجدة، فأنجد منها بمئة وخمسين فارس)، ولبس الجميع السراقوجات تشبها بالتتار واجتمعوا كلهم قریب حارم، وأرسل الله الثلوج والأمطار حتى كادوا يهلكون.

وأما العسكر المنصور فإنه خرج لقصدهم، واتصلت بهم الأخبار، وانقطعت عنهم الميرة، فخافوا، وتأخروا راجعين، فعدم من أصحابه مئة وعشرون فارسة، وثلاثون تترية، وستة نفر من خيالة أنطاكية، وجماعة من رجالتهم ؛ ونصر الإسلام بنية هذا السلطان الذي تنصره الملوك والملائكة، وتمده السماء تارة بشهبها المحرقة، وتارة بأمطارها وثلوجها المتداركة، وتنهزم جموع الأعداء بأخبار عزائمة المباركة - زاده الله سلطانة إلى سلطانه، وهزم الشرك بإيمانه ! -

Shafi 193