وكنت ممن شملته نفحات الرحمة فيها، وهبت عليه رياح النصر التي كان يرتجيها. وشاهدت صدق العزائم الشريفة الملكية الناصرية - خلد الله سلطانها. التي أطلعت من أسنتها في سماء النقع نجوما وقاده. وشهدت في محضر الغزو على إقرار العدى بالعجز وكيف لا وذاك الموطن محل الشهادة. ورأيت كيف أثبت السيف لنا الحق لأنه القاضي في ذلك المجال، وكيف نفدت السهام لأجل تصميمه في الحكم فلم تمهل حتى أخذت دين الآجال وهو حال. وتعين علي أن أذكر من أمرها ملحة تنشرح بها الصدور، وآتي بلمعة تعرب عن ذلك النور. لأنني حقيق بتسطير مناقب مولانا السلطان خلد الله ملكه وترصيف محامده. ووارث ولاء هذا البيت الشريف عن أب شرف بخدمته، ولا غرو أن يحذو الفتى حذو والده. ولم يزل والد المملوك وجده ناظمي سير هذا البيت الشريف حتى صارت محاسنه كالمثل السائر. واصفي عزائمه المظفرة في الحروب بشهادة السنة الأقلام وصدور الصحف وأفواه المحابر.
وها أنذا ذاكر نبأ السفر من افتتاحه، وأشرح حديث يوم هذه الغزاة من وقت صباحه.
Shafi 42