============================================================
قال بهلول فلما فرغ من كلامه وقعت مغشيا على وانصرف الصبى فلما أفقت نظرت إلى الصبيان فلم أره معهم فقلت لهم من يكون ذلك الغلام قالوا وما عرفته قلت نعم قالوا ذاك من أولاد الحسين بن على بن أبى طالب رضوان الله عليهم أجمعين قلت قد عجبت من أين تكون هذه الثمرة إلا من تلك الشجرة نفعنا الله تعالى به وبآبائه آمين.
الكاية السابعة والخمسون عن بشر الحادي رضى الله عنه قال رأيت رجلا عشية عرفة عليه الوله وهو يبكى وينتحب انتحابا شديدا وهو يقول: سبحان من لو سجدنا بالعيون له على شبا الشوك والمحمى من الإبر لم نبلغ العشر من معشار تعمته ولا العشير ولا عشرا من العشر وانشد أيضا: كم قد رللت فلم اذكرك في زلتسي وأنت يا مالكى بالغيب تذكرني كم أشف الستر جهلا عند معصيتى وأنت تلطف بى حلما وتسترنسى قال ثم غاب عنى وحجب فلم أره فسألت عنه فقيل لى هو أبو عبيد الخواص احد الخواص له سبعون سنة ما رفع وجهه إلى السماء فقيل له في ذلك فقال إنى لاستحيى أن أرفع إلى المحسن وجها مسيئا رضى الله عنه واعجباه من مطيع يتذلل ويستحيى مع إحسانه ومن عاص يتذلل ولا يستحيى مع عصيانه اللهم لا تحرمنا النظر إلى وجهك الكريم وانفعنا ببركة أوليائك الصالحين واحشرنا معهم في الدارين آمين.
الحكاية الثامنة والخمسون عن هالك بن دينار رضى الله عنه قال خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وإذا بشاب يمشى في الطريق بلا زاد ولا ماء ولا راحلة فسلمت عليه فرد على السلام فقلت له ايها الشاب من أين قال من عنده قلت وإلى أين قال إليه قلت وأين الزاد قال عليه قلت إن الطريق لا تقطع إلا بالماء فهل معك شيء قال نعم قد تزودت عند خروجي بخمسة أحرف قلت وما هذه الخمسة الأحرف قال قوله تعالى : كهيعص(1) قلت وما معنى كهيعص قال أما الكاف فهو الكافي، واما الهاء فهو الهادى، وأما الياء فهو المؤوى، وأما العين فهو العالم، وأما الصاد فهو الصادق، فمن كان مصاحبا كسافيا وهاديا ومؤويا وعالما وصادقا لا يضيع ولا يخشى ولا يحتاج إلى حمل الزاد والماء قال مالك فلما سمعت (1) سورة مريم الآية 1.
Shafi 86