============================================================
كذا وكذا قال اذهب ولا تعد فتبت إلى الله تعالى وصحبتهم وأنا على ذلك إن شاء الله تعالى رضى الله عنهم ونفعنا بهم آمين: الحكاية الثامنة والثلاثون بعد المالتين حكي عن أحد الصالحين كلام معناه أنه قال دخلت الخلوة في أيام بدايتي وعاهدت الله تعالى ألا آكل شيئا إلا بعد أربعين يوما فمكثت نيفا وعشرين يوما واشتدت على الفاقة والضرورة فخرجت من الخلوة ولم أشعر بنفسي الا وأنا في السوق وأذا بفقير يتمنى في السوق ويقول تمنيت على الله الكريم رطل خبز حوارى ورطل شواء ورطل حلوى قسال فكنت أستثقله وهو يطوف في السوق ويمر على ولا يكلمنى وأنا أقول في نفسى والله إن هذا ثقيل يتمنى هذه الشهوات العزيزة وأنا أطلب كسرة يابسة ما حصلت لى فلما كان بعد ساعة حصل له الذى تنى فجاءني وأعطانيه وعصر بأذنى وقال من هو الثقيل الذي نقض العهد وخرج من الخلوة لأجل الشهوة أو الذي يطلب له من الطيبات النفاس ما يرد عليه القوة والحواس إن الذى يريد أن يطوى الأربعين يطويها بالتدريج ولا يطويها وثبة واحدة فيثور عليه كلب الجوع ويهيج ثم قال لا تعد إلى هذا المذهب وتركني وذهب رضى الله عنهم وتفعنا بهم آمين.
الحكاية التاسعة والثلالون بعد الماشين روى عن أحد شيوخ اليمن رضي الله عنهم آنه خرج يوما من ربيد إلى نحو الساحل المعروف بالأهواب ومعه تلميذ له فمر بطريقه على قصب ذرة كبار فقال التلميذ خذ معك من هذا القصب ففعل التلميذ وتعجب في نفسه وقال ما أراد الشيخ بهذا ولم يقل له الشيخ شيئا حتى بلغا إلى محلة العبيد الذين يقال لهم السناكم ياكلون الميتات ويشربون المسكرات ولا يعرفون الصلوات وإذا بهم يشربون ويلعبون ويلهون ويطربون ويغنون ويضربون فقال الشيخ للتلميذ اتتني بهذا الشيخ الطويل الذي يضرب الطبل فأتاه التلميذ فقال له أجب الشيخ فرمى بالطبل من رقبته ومشى معه الى الشيخ فلما وقفنا بين يديه قال الشيخ للتلميذ اضربه بالقصب فضربه حتى استوفى منه الحد ثم قال الشيخ امش أمامنا فمشى حتى بلغوا البحر فأمره الشيخ أن يغسل ثيابه ويفتسل وعلمه كيفية ذلك وكيفية الوضوء ففعل ثم علمه كيف يصلى وتقدم الشيخ فصلى بهما الظهر فلما فرغوا من الصلاة قام الشيخ ووضع سجادته على البحر وقال له تقدم فقام ووضع قدميه على السجادة ومشى على الماء حتى غاب عن العين فالتفت التلميذ إلى الشيخ وقال وامصيبتاه واحسرتاه لى معك كذا وكذا سنة ماحصل لي شىء
Shafi 206