============================================================
دخل الصبي فاكلنا فلما فرغنا دللناه على موضع الطهارة ورأيناه يؤثر الخلوة فتركناه في بيت وكان بالقرب منا امرأة رمنة فلما كان في بعض الليل جاءت تمشى فسألناها عن حالها فقالت قلت يا رب بحرمة ضيفتا عافنى فقمت قال قمضينا نطلب الصبي فإذا الأبواب مغلقة كما كانت ولم نجده رضى الله عنه.
(قلت) منهم الصغار ومنهم الكبار ومنهم العبيد ومنهم الأحرار ومنهم النساء ومنهم الرجال ومنهم المجانين ومنهم العقلاء ومن جملة الصغار صغير كان في بلاد اليمن من أولاد بعض المشايخ كان يلعب مع الصغار وأي شىء طلبوه منه من الشهوات يحضره لهم في الحال في الموضع الذي يلعبون فيسه فلما علم بذلك الشيخ قال له يا ولدي أطعمني كذا وكذا فسأطعمه فكل شىء طلبه منه أحضره في الحال فمسح عليه وقال بارك الله فيك أطعمني كذا وكذا فطلب الصغير أن يحصل ذلك كالعادة فلم يحصل شىء ومن ذلك الوقت أنسد عنه هذا الباب بنظر الشيخ إذ رأى ذلك أسلم له لأنه خاف عليه الشهرة والعجب وغير ذلك رضي الله عنهما: الحكاية الثلاثون بعد المائتين عن ذي التون رضي الله عنه قال خرجت من وادي كنعان في الليل فإذا بشخص قد اقبل إلي وهو يقرأ {وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون(1) فلما قرب الشخص مني إذا هي امرأة عليها جبة صوف وبرقع صوف وفي يدها ركوة وعكار فقالت من أنت غير فزعة مني فقلت رجل غريب فقالت يا هذا وهل تجد مع الله تعالى غربة وهو مؤنس الغرباء ومعين الضعفاء فبكيت فقالت ما بكاؤك فقلت وقع الدواء على الداء فقالت إن كنت صادقا في قولك فلم بكيت فقلت يرحمك الله والصادق لا يبكي فقالت لا فقلت ولم ذلك قالت لأن البكاء راحة القلب وملجا يلجا إليه وما كتم القلب شيئا أحق من الشهيق والزفير وأما البكاء فهو عند الأولياء ضعف فبقيت متعجبا من كلامها فقالت مالك قلت متعجب من كلامك ققالت أنسيت الداء الذي ذكرته قلت يرحمك الله إن رأيت أن تفيدينى شيئا لعل الله تعالى ينفعني به قالت فما أفادك الحكيم من الإفادة ما تستغنى به عن طلب الزيادة. قلت يرحمك الله ما أتا بمستغن عن الزيادة من الأولياء قالت صدقت يا مسكين اذكر مولاك واشتق إليه فإن له يوما يتجلى فيه ببهاء (1) سورة الزمر : الآية 47.
Shafi 202