============================================================
قلت ذكر بعض المصنفين هذين البيتين بعد هذه الحكاية وليس ذلك مناسبا لحال يحيى عليه السلام وإنما يناسب اكلا يورث تخمة تحرم اكلات بعدها كما يتفق لكثير من الناس ولكنى أقول في هذا المعنى : وكم من أكلة حرمت كثيرا من الخيرات في طاعات مولى و لذات بخلوات تجلى بها المولى وقد ناجاه ليلا الحكاية الرابعة والتسعون بعد المائة حكى عن يحيى بسن زكريا عليه السلام أنه شبع مرة من خبز شعير فنام عن حزبه تلك الليلة، فأوحى الله تعالى إليه يا يحيى هل وجدت دارا خيرا لك من دارى أو جوارا خيرا لك من جوارى، وعزتى وجلالى لو اطلعت في الفردوس اطلاعة لذاب جسمك ولزهقت نفسك اشتياقا إلى الفردوس، ولو اطلعت في جهنم اطلاعة لبكيت الصديد بعد الدموع ولبست الحديد بعد المسوح وأنشدوا: اقتنع بالقليل تحيا غنيا أن من يطلب الكثير فقير إن خبز الشعير بالماء والملح لمن لم يطلب النجاة كثير المكاية الغامسة والتسعون بعد الماةة حكى عن الجنيد رضى الله عنه قال كنت في مسجسد الجامع مرة فإذا برجل قد دخل الينا وصلى ركعتين ثم امتد ناحية من المسجد وأشار إلى فلما جئته قال لى يا أبا القاسم إنه قد حان لقاء الله تعالى ولقاء الأخباب فإذا فرغت من أمرى فسيدخل عليك شاب مغن فادفع إليه مرقعتى وعصاى وركوتى فقلت إلى مغن وكيف يكون ذلك قال إنه قد بلغ رتبة القيام بخدمة الله تعالى في مقامى قال الجنيد فلما قضى الرجل نحبه وفرغنا من مواراته إذا نحن بشاب مصرى قد دخل علينا وسلم وقال أين الوديعة يا أبا القاسم فقلت وكيف ذاك أخبرنا بذلك قال كنت في مشربة بنى فلان فهتف بي هاتف أن قم إلى الجنيد وتسلم ما عنده وهو كيت وكيت فإنك قد جعلت مكان فلان الفلانى من الأبدال فقال الجنيد فدفعت إليه ذلك فنزع ثيابه واغتسل ولبس المرقعة وخرج على وجهه نحو الشام رضى الله تعالى عنه.
المعاية السادسة والتسعون بهد الماية حكى أن شابا من أهل الصلاح والخير أمر بمعروف ونهى عن منكر فشق فيه على هارون الرشيد فأمر به فجعل في بيت وسد عليه بابه ومنافذه ليهلك فيه، فلما كان بعد خمسة أيام قال بعض الناس للرشيد رأيت الرجل الذي أمرت بسد الباب عليه يتفرج في البستان الفلانى فأمر هارون الرشيد بإحضاره فلما حضر قال من أخرجك من البيت قال الذى أدخلنى البستان قال ومن أدخلك البستان قال الذى
Shafi 181