171

============================================================

قلت ويحتمل أن يكون رفع العذاب في هذا الوقت المذكور عن عصاة المسلمين دون الكفار لأمرين أحدهما أن الكافر مخلد في العذاب دون المسلم والثاتى أن المسلم كان يعتقد فضل الجمعة وبركتها دون الكافر والله أعلم وقد تظاهرت أدلة الشرع من الأخبار والآثار الصحيحة الشهيرة على النعيم والعذاب في القبور ونعيم الأرواح التى في عليين وعذاب الأرواح التى في سجين على حسب السعادة والشقاوة وكل هذا لا يحيله العقل ويطول ذكر ما صح فيه من النقل وأدلتنا من المنقول والمعقول موضع ذكرها كتب الأصول ففى ميدانها اتساع في العرض والطول تجول فيه خيل الاحتجاج السوابق وتصول وتضرب بالبسيض المواضى وتطعن والقنا شواجر بالنصول فهنالك جيش السنة غالب مؤيد وجسيش البدع مغلوب مخذول نسأل الله الكريم التوفيق والهدى ونعوذ به من الخذلان والردى ثم هذا الذى ذكرت من النعيم والعذاب للأرواح والأجساد أو للأرواح خاصة، إنما هو في البرزخ أما بعد البعث فإن الروح والجسد معا يشتركان في العذاب أو النعيم بإجماع المسلمين خلافا للفلاسفة الكفار الذين قالوا تبعث الأرواح دون الأجساد وهم الصسابئون وأشد منهم كفرا الفلاسفة الطبيعيون الذين أنكروا بعث الأجساد والأرواح معا وأشد كفرا من القسمين المذكورين القسم الثالث من الفلاسفة وهم الدهريون الذين أنكروا بعث الأرواح والأجساد وأنكروا الصانع جل وعز عن قولهم وجهلهم وكفرهم علوا كبيرا وتبارك وتقدس في ذاته وصفاته عن كل تقص كبيرا كان أو صغيرا وخصنا بالمخصوص بالمقام المحمود واللواء المعقود سيد الأصفياء وخاتم الأنبياء بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الحكاية التاسعة والستون بعد المحاثة حكى عن الشيخ أبى على الروذبارى رضى الله عنه أنه ورد عليه جماعة من الفقراء فاعتل واحد منهم وبقى في علته أياما فمل أصحابه من خدمته وشكوا ذلك إلى الشيخ أبى على ذات يوم فخالف الشيخ على نفسه وحلف ألا يتولى خدمته غيره فتولى خدمته بنفسه أياما ثم مات الفقير فغسله بيده وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما أراد أن يفتح رأس كفنه عند إضجاعه في القبر رآه وعيناه مفتوحتان إليه وقال له يا أبا على لأنصرنك بجاهى يوم القيامة كما نصرتنى في مخالفتك نفسك:

Shafi 171