143

============================================================

الحكاية الحادية والثلاثون بعد الماثة عن ابى العباس بن بسروق رضى الله عنه قال قدم علينا شيخ وكان يتكلم علينا في هذا الشأن بكلام حسن عذب بالخاطر الجيد ويقول لنا كل ما وقع لكم في خاطركم فقولوا لى فوقع في خاطرى أنه يهودى وكان الخاطر يقوى على ذلك ولا يزول فذكرت ذلك للجريرى فكبر ذلك عليه فقلت لابد أن أخبر الرجل بذلك فقلت له أما أنت فقلت لنا ما وقع لكم في خواطركم فقولوا لى وقد وقع في خاطرى أنك يهودى فأطرق رأسه ساعة ثم رفعه، وقال صدقت أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وقال لقد مارست جميع المذاهب وكنت أقول إن كان مع قوم شىء من الصدق فهو مع هؤلاء فداخلتكم لأختبركم فوجدتكم على الحق فحسن إسلامه رحمه الله.

الحكاية الثانية والثلاثون بعد الماية من أبى القاسم الجنيد رضى الله عنه قال كان السرى يقول لى تكلم على الناس وكان في قلبي حشمة من الكلام على الناس وكنت أتهم نفسى في استحقاق ذلك حياء فرأيت النبى في المنام في ليلة جمعة فقال لى تكلم على الناس فانتبهت وأتيت باب السرى قبل أن أصبح فدققت عليه الباب فقال لى لم تصدقنا حتى قيل لك ذلك فقعد للناس في الجامع بالغداة فانتشر في الناس أن الجنيد قعد يتكلم على الناس فوقفت عليه غلاما نصرانيا متنكرا وقال أيها الشيخ ما معنى قول رسول الله ل اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تبارك وتعالى، فأطرق الجنيد رأسه ثم رفعه فقال أسلم فقد حان وقت إسلامك فأسلم الغلام وقطع الزنار وتاب الله عليه اللهم تب علينا ياكريم.

الحكاية الثالثة والثلاثون بعد الماثة حكى عن الشبلى رضى الله عنه أنه خرج ذات يوم على أصحابه وكانوا أربعين رجلا فقال لهم ياقوم إن الله تبارك وتعالى قد تكفل بأرزاق العباد فقال عز من قائل { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}(1) فتوكلوا على الله عز وجل، وتوجهو إليه ولا تتوجهوا إلى سواه ثم تركهم ومضى فأقاموا ثلاثة أيام لم يفتح عليهم بشىء، فلما كان في اليوم الرابع دخل عليهم الشيخ فقال يا قوم إن الله تبارك وتعالى قد أباح السبب للعباد فقال عز من (1) سورة الطلاق الآية 2، 3.

Shafi 143