122

============================================================

فحصلت البركة والخير بدعائه للضارب فأتاه مستغفرا معتذرا فقال له إبراهيم الرأس الذى يحتاج إلى الاعتذار تركته ببلخ يعنى أن نخوة الشرف وكبر الرياسة كان في رأسى حين كنت أجول في ميدان الخيلاء والاستكبار على فرس حب الجاه وزينة الدنيا في بلخ والآن قد خرج ذلك من رأسى واستبدلت بالخيلاء والاستكبار تواضع المسكنة والانكسار وخلعت خلعة الحمقى المنسوجة من غزل الغرور والعطب وحيلة السفهاء المصوغة من تحاس النجاسة والتيه والطرب ولبست خلعة الشرف الأبدى المنسوجة من غزل الزهد، وورع أهل التحقيق وخضوع العبودية والافتقار بمغزل التوفيق وتحليت بحلية الأولياء المصوغة من جواهر المعارف ويواقيت الأدب، وفيروز محاسن أهل الطريق وسقيت براح المحبة على بساط مشاهدة الحبيب فلا أبالى بخفاء جندى وأنا من الملك قريب إذا حصل من ليلى قبول واقبال وإنزال المحب فى موضع عال وشاهد حسن جمال غال فليس يحزن إذا تبحه كلب من كلاب الحى أو عليه صال وفى ذلك قلت نائبا عن لسان الحال اذا ما كلاب الحى فينا تنابحت أناسا ومن ليلى قبول واقبال برؤيا الجمال الغال منها لنا المنى ومنها لنا فى المنزل العال إنزال الحكاية الثاهنة بعد الماية قال المؤلف خبرنى بعض الثقات من أهل اليمن أنه خرج للحج مع بعض الصالحين من أهل بلده، فلما بلغوا جدة اكتروا جمالا يركبونها إلى مكة وساروا مع القافلة فعرض لهم بعض أولاد سلاطين مكة وأخذ الجباية من تلك القافلة حتى لم يبق إلا نحن فطالبنا بالجباية ولزمنا جمالنا فقال له الشيخ الصالح أطلق الجمال فأبى ثم كرر عليه مرارا وهو يأبى ويزداد غيظا ثم قال وحق رأس أبى ما أطلقكم إلا بكذا وكذا وذكر شيئا كثيرا فقال له الشيخ وحق مولاى ما نعطيك شيئا ثم قال الشيخ سيروا قال فسرنا ويقى ذلك الجابى على فرسه لايقدر يتحرك فأرسل نحو الشيخ بعض غلمانه يسأل العفو عنه ويطلقه مما أصابه من العقوبة فأجابه الشيخ إلى ذلك فانطلق حينثذ ومشى به الفرس بعد أن كان لايستطيع المشى رضى الله عنه وعن جميع الصالحين ونفعنا بهم وبيركاتهم آمين

Shafi 122