Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Nau'ikan
فنقول :المراد بالكلمات التي لا تنفد وان كتبت بما ذكر هي آياته الباهرة الدالة على قدرته القاهرة وحكمته البالغة ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد (¬1) .
فو فرضنا أن الأشجار كلها أقلام، والبحر كلها مداد لاحتاج كل قلم أن يكتب ما فيه من الآيات الدالة على وحدانية الفاعل المختار، وكذا كل قطرة من تلك البحار، فتنفي هذه الأشياء ولم تفن الآيات الدالة على وجود الصانع المختار. هذا بيان معنى تلك الآية لا كما تأوله ذلك المتأول بسبب صدمه عن الهدى وخوضه في لجج العمى وإيثار التقليد على التحقيق.
اللهم افتح بصائرنا لمعرفة الحق ووفقنا لما فيه رضاك، فإنه لاحول ولاقوة إلا بك، ولا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم.
? إعتراض :
64 إن قلت فيه أمره مع نهيه لازالتا صفتين للمنان (¬2)
65 فأقول أمر الله خلق كله مع نهيه فليشهد الثقلان
أي أن قلت أيها المناظر بأن القرآن فيه أمر الله ونهيه وهما صفتان لله تعالى في الأزل ، فإنه لم يزل آمرا ولم يزل ناهيا. وما كان له تعالى صفه في الأزل، فلا يصح أن يكون مخلوقا لاستحالة قيام الحوادث بذاته العلية ولمنافاة الحوادث الأزلية. وإذا انتفى الخلق عن بعض القرآن وهما الأمر والنهي وجب انتفاؤه عن جمعيه، لأنه لم يقل أحد بأن بعضه قديم وبعضه مخلوق، ولأنه يثبت للكل ما ثبت للبعض من هذا الحكم.
فأقول مجيبا لك : لا أسلم أن أمره تعالى ونهيه متصف بهما في الأزلية، وإنما أقول إنهما حادثان كسائر القرآن، أقول ذلك بإعلان، فليعلم الثقلان وهما الجن والإنس كيف أخفي ذلك وهو من أعظم القربات لأن القول به من توحيد الذات، ولأن في الإعلان به نفي الشبهات وإظهار الحجج النيرات.
Shafi 119