للمخاطب المذكور (¬1) ، فهو ناظم تلك النونية أو لكل مخاطب أنكر خلق القرآن، فالخطاب حينئذ للشمول على حد قوله تعالى { ولو ترى إذ وقفوا على النار } (¬2) ، لأنه لم يرد مخاطبا بعينه .
وجهلا : مفعول لأجله أو مصدر ، وقع موقع الحال على حد خرج زيد بغتة ، والجهل نوعان : بسيط ومركب ، فالبسيط : عدم العلم بالشيء مما من شأنه العلم به (¬3) .والمركب : اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، وعليه قول القائل :
ومن عجب الأيام أنك جاهل وأنك لا تدري بأنك لا تدري (¬4)
... وفطرة القرآن : خلقه ومنه قوله تعالى { فاطر السموات والأرض } (¬5) ، والقرآن هو النظم المنزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، المنقول عنه تواترا ، المتحدى بأقصر سورة منه ، وفي حكمه التوراة والإنجيل والزبور والصحف ، بل وجميع الكتب السماوية ، لاشتراكها في موجب الخلق ، وهو كونها كلاما فعليا له تعالى .
Shafi 43