60

Rawd Akhyar

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Mai Buga Littafi

دار القلم العربي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ

Inda aka buga

حلب

لسبع سنين خلت من ملكه، وقال: «ولدت في زمن الملك العادل» . وسائر الأكاسرة كانوا ظلمة يستعبدون الأحرار. قيل: لما مات أنوشروان كان يطاف بتابوته في جميع مملكته وينادي مناد: من له علينا حقّ فليأت. فلم يوجد أحد له عليه درهم في ولايته. عن النبي ﷺ: «عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة» . وعنه ﷺ: «العدل عزّ الدين، وقوة السلطان، وفيه صلاح الخاصّة والعامّة» . لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدرا ... فالظّلم آخره يأتيك بالنّدم تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم «١» الحكماء: عدل السلطان أنفع من خصب الزمان. قيل: لا يكون العمران إلا حيث يعدل السلطان. وقيل: العدل تعمّ عوائده، والندى تخصّ فوائده. بعض الحكماء: لا سائس مثل العقل، ولا سيف مثل الحق، ولا عون مثل الصدق. الماجشون «٢»: عرج بروحي، فصعد بي الملك حتى أتى إلى السماء الدنيا فاستفتح ففتح له حتى انتهى إلى السابعة، فقيل له: من معك؟ قال: الماجشون. فقيل: لم يأن له بعد، بقي من عمره كذا. ثم هبط بي فرأيت النبيّ ﷺ وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للملك: إنه لقريب المقعد من رسول الله ﷺ، قال: إنه عمل بالحقّ في زمن الجور، وإنّهما عملا بالحقّ في زمن الحقّ. قيل: من طالت غفلته زالت دولته. وقيل: زوال الدّول باصطناع السّفّل «٣» . قيل: ترك المعاتبة للسّفلة على صغائر الجرائم مدعاة لهم إلى الكبائر العظائم.

1 / 64