81

Rawaic Tafsir

روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي)

Mai Buga Littafi

دار العاصمة

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٢

Shekarar Bugawa

٢٠٠١ م

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

Tafsiri
إبطال قول من قال: أوَّل من رأى الشَّيْبَ إبراهيمُ ﵇، بعمومِ قول اللَّه ﷿: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) . * * * قوله تعالى: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١) قالَ اللَهُ تعالى: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . وفُسرتْ إحاطةُ الخطيئةِ بالموتِ على الشركِ، وفسِّرتْ بالموتِ على الذنوبِ الموجبةِ للنارِ من غيرِ توبةٍ منْهَا. فكأنَّ ذنوبَهُ أحاطتْ به من جميع جهاتِهِ، فلم يبقَ لَهُ مَخلصٌ منها. فالخطايا تُحيطُ بصاحبِهَا حتى تُهلكهُ، وقد ضربَ النبي ﷺ مثلَ الخطايَا التي يتلبَّسُ بها العبدُ بمثل درع ضيقةٍ يلبسُهَا، فتضيقُ عليهِ حتى تخنقَهُ، ولا تنفكَّ عنهُ إلا بعملِ الحسناتِ من توبةٍ أو غيرِهَا من الأعمال الصالحةِ، ففي "المسند"، عن عُقبةَ بن عامرٍ، عنِ النبيِّ ﷺ، قالَ: "إنَّ مثلَ الذي يعملُ السيئاتِ ثمَّ يعملُ الحسناتِ كمثلِ رجل كانتْ عليه درعٌ ضيقةٌ ثم خنقتْهُ، ثم عملَ حسنةً فانفكتْ حلقة ثم عملَ حسنةً أخرى فانفكتْ حلقة أخرى حتى يخرجَ إلى الأرضِ ". فلا يَخلُصُ العبدُ من ضيقِ الذنوبِ عليهِ وإحاطتِهَا بهِ، إلا بالتوبةِ والعملِ الصالح.

1 / 104