روائع البيان تفسير آيات الأحكام

Muhammad Cali Sabuni d. 1450 AH
11

روائع البيان تفسير آيات الأحكام

روائع البيان تفسير آيات الأحكام

Mai Buga Littafi

مكتبة الغزالي - دمشق

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

Inda aka buga

مؤسسة مناهل العرفان - بيروت

Nau'ikan

معاني الفاتحة في «ظلال القرآن» يقول سيد قطب ﵀ في تفسيره «الظلال» ما نصه: (يردّد المسلم هذه السورة القصيرة، ذات الأيات السبع، سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى وأكثر من ضعف ذلك إذا هو صلى السنن، ولا تصح صلاة بغير هذه السورة لما ورد في الصحيحين: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» . إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجهات ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة. تبدأ السورة ب (بسم الله الرحمن الرحيم) والبدء باسم الله هو الأدب الذي أوحى الله لنبيّه ﷺ َ في أول ما نزل من القرآن باتفاق، وهو قوله تعالى: ﴿اقرأ باسم رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] وهو الذي يتفق مع قاعدة التصور الإسلامي الكبرى من أنّ الله (الأول، والآخر، والظاهر، والباطن) فهو سبحانه الموجود الحق الذي يستمد منه كل موجودٍ وجودَه، ويبدأ منه كل مبدوءٍ بدأه، فباسمه إذن يكون كل ابتداء، وباسمه إذن تكون كل حركة وكل اتجاه. وإذا كان البدء باسم الله، وما ينطوي عليه من توحيد لله، وأدبٍ معه، يمثّل الكلّية الأولى في التصور الإسلامي، فإن استغراق معاني الرحمة في صفتي (الرحمن الرحيم) يمثّل الكليّة الثانية في هذا التصور، ويقرّر حقيقة العلاقة بين الله والعباد وعقب البدء ب ﴿بِسمِ الله الرحمن الرَّحِيمِ﴾ يجيء

1 / 33