103

روائع البيان تفسير آيات الأحكام

روائع البيان تفسير آيات الأحكام

Mai Buga Littafi

مكتبة الغزالي - دمشق

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

Inda aka buga

مؤسسة مناهل العرفان - بيروت

Nau'ikan

هذا إذا لم يكن المصلي مشاهدًا لها، أمّا إذا كان مشاهدًا لها فقد أجمعوا أنه لا يجزيه إلا إصابة عين الكعبة، والفريق الأول يقولون: لا بدّ للمشاهد من إصابة العين، والغائب لا بد له من قصد الإصابة مع التوجه إلى الجهة، والفريق الثاني يقولون: يكفي للغائب التوجه إلى جهة الكعبة. أدلة الشافعية والحنابلة: استدل الشافعية والحنابلة على مذهبهم بالكتاب، والسنة، والقياس. أ - أما الكتاب، فهو ظاهر هذه الآية ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام﴾ ووجه الاستدلال: أن المراد من الشطر الجهة المحاذية للمصلي والواقعة في سمته، فثبت أن استقبال عين الكعبة واجب. وأما السنة: فما روي في «الصحيحين» عن أسامة بن زيد ﵁ أنه قال: «لمّا دخل النبي ﷺ َ البيت دعا في نواحيه كلّها، ولم يصلّ حتى خرج منه، فلمّا خرج صلى ركعتين من قِبَل الكعبة، وقال: هذه القبلة» . قالوا: فهذه الكلمة تفيد الحصر، فثبت أنه لا قبلة إلا عين الكعبة. ج - وأما القياس: فهو أنّ مبالغة الرسول ﷺ َ في تعظيم الكعبة، أمر بلغ مبلغ التواتر، والصلاة من أعظم شعائر الدين، وتوقيفُ صحتها على استقبال عين الكعبة يوجب مزيد الشرف، فوجب أن يكون مشروعًا. وقالوا أيضًا: كونُ الكعبة قبلة أمر مقطوع به، وكون غيرها قبلة أمر مشكوك فيه، ورعايةُ الاحتياط في الصلاة أمر واجب، فوجب توقيف صحة الصلاة على استقبال عين الكعبة.

1 / 125