Littafin Rawabiʿ na Aflatun
كتاب الروابيع لأفلاطون
Nau'ikan
قال أحمد: إن من شأن النيرين الجذب. فإذا كان هذا طباعهما وفعلهما، فكيف يعينان على منع ذلك؟! قال أفلاطون: وإن لم يصح عندك ما نقول فى المحيط فاستدل بالمبرسم وتدبير الأطباء له.
قال أحمد: إن من شأن المبرسم فى الشتاء أن يحال بينه وبين الهواء البارد، ويكون موضعه الموضع الدفىء إذ كان يجب أن يخرج ما قد علمت فيه من الحرارة المفرطة. فإذا كان فى الهواء البارد انعكست الحرارة المفرطة إلى جسمه وكان وشيك الهلاك. وإذا كان المحيط الهواء الدفئ فإنه تنحل منه الحرارة فيه. فأراد الفيلسوف بما مثل أن يصح عندنا أن مضاد الشىء إذا أحاط بالشىء منعه عن مفارقة موضعه.
قال أفلاطون: والشىء إذا دبره الماهر فإنه يتألفه من غير أن يضاده.
قال أحمد: إن من شأن المحيط المضاد أن يفسد وإن منع عن مفارقة الموضع. فيقول الفيلسوف إن الماهر يدبر العمل تدبيرا يستغنى أن يحيط به ما يضاده.
قال أفلاطون: وإن حاط أيضا فليحجز ليأمن الفساد.
قال أحمد: يعلم الحكيم أنه لا يستغنى عن إحاطة المضاد ليمنع من المفارقة، فيحتال لنا بما هدانا إليه، وهو أن يحيط بالشىء مسالم، لا مشاكل، ثم يحيط بالمسالم المضاد ليكون المسالم حاجزا بين المضاد وبين الشىء فيؤمن الفساد والفوت.
قال أفلاطون: والعمل أقل أيام تدبيره حول، يعنى دور النير الأعظم.
إلى أن قال: ويجب أن يكون الابتداء فيه الوقت الذى يعتقده الهند أن فيه تحويل سنتهم.
قال أحمد: قد أعلمك أن العمل يحتاج العامل أن يقوم عليه سنة تامة، ويأمر أن يكون الابتداء فيه الوقت الذى يعتقده الهند أن فيه تحويل سنة العالم، وهو حلول الشمس أول الجدى.
قال أفلاطون: وإن الزمان يوافق جنس العمل.
Shafi 191