وختاما، تفضل، يا سيدي المدير، بقبول فائق اعتباري واحترامي.
عاليه
7 شباط 1936
صاحب المعالي الأفخم
يتشرف مارون عبود، مدير الجامعة الوطنية في عاليه وأستاذ الأدب العربي فيها، بالأصالة عن نفسه، وبالوكالة عن أهالي قريته عين كفاع في بلاد جبيل، بعرض ما يأتي:
لقد ظلمتنا الأقدار بأن أوجدتنا في بلاد جبيل المحرومة من وسائل العمران، وظلمتنا الحكومة طيلة سبعين سنة بعدم اهتمامها بنا حتى بإصلاح طريق الحافر غير الصالحة للمرور عليها، بل غير الموجودة تقريبا.
بقينا مدة ستين سنة نطلب من الحكومة ونتوسل ونرجو ونسترحم، حتى اعتبرت طريقنا منذ سنوات من المنافع العامة وقررت شقها، وعدنا بعد ذلك نتوسل مدة سنوات حتى أمر فخامة رئيس الجمهورية السابق في العام الماضي سنة 1935 بشقها، ووعد حضرة مدير النافعة بمباشرة العمل في هذا الشهر قائلا: قد انتهت والحمد لله.
وكل ما نطلبه نحن هو شق الطريق من قرية غلبون إلى أول خراج قريتنا عين كفاع، ونحن نشق ما بقي على نفقتنا. وهذا الذي نطلبه من الحكومة الجليلة لا تتجاوز مسافته كيلومترا واحدا، ولا تبلغ نفقته الألف ليرة سورية لبنانية. وهذه القيمة، يا سيدي، أقل من كلفة كوع، أقل من كلفة عمار «شلقة ». ومن هذه الطريق تنتفع سبع قرى تدفع ضرائب الطرق منذ سبعين سنة، ولا تنفق الحكومة على طريقها غرشا سوريا، مع أنها تعمل للقرى الطرقات الواسعة وتزفتها، فتكلف مئات ألوف الليرات.
يظهر أننا نحن متساوون مع غيرنا بالضرائب فقط؛ ذلك لأن ليس لنا نواب يهتمون بشئوننا، ولا متوظف منا.
راجعنا اليوم حضرة مدير النافعة بقضية مباشرة شق الطريق، فأجاب أنه عرضها على معاليكم يطلب موافقتكم عليها. كل هذا يصير اليوم بعد قوله: انتهت والحمد لله.
Shafi da ba'a sani ba