14
احترامات فائقة وأدعية حارة، وبعد: فلا تسل يا سيدي عن مبلغ تأثري بما كتبته إلي، وبما تفضلت به علي من منشورات المجمع.
وصلت أمس الدفعة الأخيرة مما أمرتم بإرساله من الكتب النفيسة، وستبقى ذخرا تعتد به خزانتي، وذكرا من العلامة محمد كرد علي؛ لأنها هدية منه.
كم أكون سعيدا إذ أتشرف بمقابلتكم، وأزور المجمع والمكتبة الظاهرية، وأتعرف إلى صحابتكم الكرام! ولعل ذلك يكون قبل زيارتكم في ضيعتكم، ودعوتكم لتشريف قريتي في الصيف.
سوف أكتب عن هذه الكتب النفيسة التي بعثتموها من مرقدها لأفي بعض ما يجب. أما العمر، والعمر كله إن شاء الله، فقد غاليت فيه؛ إظهارا للفضل، وحثا للشباب. بارك الله في عمركم النافع للأمة والوطن.
سيدي
15
قليلون هم الرجال الذين نرى صورة قلوبهم في عيونهم وجبينهم. إنك أحدهم، وما خلتني أثناء وجودي عندكم إلا عائشا بمحيط جديد يعجز قلمي عن وصفه. إنها لضيافة فردوسية، وما أحسب الغوطة إلا قطعة من جنة الله في أرضه. لا عيب في تلك المتعة الخالدة إلا أن عددها كان قصيرا، وكذا تكون كواكب الأسحار.
فلأستاذنا الأكبر أجزل الشكر، وعليه أشرف التحيات. متعني الله بلقائه طويلا في بيته الأصغر بلبنان، وما أيلول ببعيد إن شاء الله.
وختاما، أقبلكم أحر القبلات الأخوية.
Shafi da ba'a sani ba