145

Sakonnin Kai Tsaye

الرسائل الشخصية

Bincike

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، محمد بن صالح العيلقي

Mai Buga Littafi

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

Lambar Fassara

بدون

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

الرسالة الثلاثون: رسالتة إلى الأخ فايز ... -٨- الرسالة الثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم إلى الأخ فايز، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، مسألة الشرك بالله بيّنها الله سبحانه، وأكثر الكلام فيها، وضرب لها الأمثال; ومن أعظم ما ذكر فيها قوله: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ١، مع أن الذين طلبوا منه ليس شرك القلب. وأما كونك تعرفه مثل معرفة الفواحش، وتكرهه كما تكرهها، فهذا له سببان: أحدهما: اللجوء إلى الله، وكثرة الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم بحضور قلب. الثاني: الفكرة في المثل الذي ضربه الله في سورة الروم بقوله: ﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ ٢ الآية. فإذا أمعنت النظر وتأملت، لو أن رجلًا يشرك بين رسول الله ﷺ وبين مسيلمة في الرسالة، أنها أكبر قبحًا من الفواحش، فكيف لو يشرك بين رسول الله ﷺ وبين امرأة زانية؟ وأنت تعرف أن أهل بلد لو يصلون على شيخهم أو إمامهم كما يصلون على النبي ﷺ، عد هذا من أعظم الفواحش بكثير. فإذا وازنت بين هذا وبين ما يفعله أكثر الناس اليوم من دعوة الله ودعوة أبي طالب أو الكواز، أو أخس الناس، أو شجرة أو حجر أو غير ذلك، تبين لك أن الأمر أعظم مما ذكرنا بكثير. لكن الذي غير القلوب، أن هذا تعودته وألفته، وتلك الأنواع لم تعودها القلوب، فلذلك تكرهها، لأن القلوب على الفطرة إلا أن تتغير إذا كبرت بالعادات. والسلام.

١ سورة الزمر آية: ٦٥. ٢ سورة الروم آية: ٢٨.

1 / 200