============================================================
وهذه المحذة هي السبكة كما تسبك الفضة بالنار فيخرق ما فيها من النحاس وتبقى نقرة صافية ويصير لها اسم آخر يقال لها حمى حرق. ولا يقال للدراهم حرق. وكذلك المستجيب إذا كان فيه شك ووقع في هذه المحذة خرج زيفه، وظهر ما كان فيه حتفه. ومن كان مؤمنا بالغا في د بنه سادفا في قوله صحيحا في فعله كلما زاده الزمان امتحانا زاد في نفسه يقيذا وإيمانا كالفضة الصافية البيضاء التي كلما زادت عليها النار في حماها زادت في جوهرها وصفاها. كذلك الموحد كلما أراد به مولانا جل ذكره امتحانا فهو راض به صابر لحكمه.
ولبعضهم يقول: لو قطعتموني في محبتكم أربا أربا لما ازددت في محبتكم إلا حبا حبا. ويكون من المفلحين. كما قال (10): " ولنبلونكم بشيء من الخوف" ، يعني في الدين، "والجوع)، يعني مجاعة الأرواح من العلم الحقيفي، " ونقص من الأموال" ، بعني الكتب المذخورة. والأنفس هم حدود النوحيد. ""والتعرات" ، يعني فوائد العلم، و" بشر الصابربن" بعني الموحدين، الذين إذا أصابتهم مصيبة "، في الدين، " قالوا: إنا لله "، يعني سلمنا أمورنا إليه، "وانا إليه اراجعون"، يعني في القوة والنصر حتما جزما لازما لكل أحد بمشية مولانا جل ذكره وقدرته.
وهذه المحذة التي أصابنكم قد كنت أو عدتكم بها وحذرتكم من أفعال تنستوجبون بها و العذاب. وأول ما كنت حذرتكم من نشتكين الدرزي والبرذع وأصحابهما وما كانوا فيه من الأفعال الردية. وكنت قد بينت لكم في كتاب البلاغ والنهاية بأن السدق دليل على الإمام. وأنا ذلك. والكذب دليل على ضد الإمام. لأن السدق تلثة أحرف والكذب ثلاثة أحرف. وهما
Shafi 180