============================================================
ظاهر الأمر ولا لحقه شيء من تعب، ولا يقدر أحد منهم يقول بأنه قد لحفه شيء من ذلك بل إن وجوههم تنسود وتجف منهم الألسن، وتكاد نفوسهم تبلغ التراق من شدة التعب والنصب. ولا يقدر د منهم يقول بأنه شرب ماء ولا أكل طعاما ولا رآه أحد عند بول ولا غائط. حاشاه سبحانه من ذلك. ومع هذا فقد ترك خلق كثير ممن هو معه في المواكب وكذهم بالنظر إليه لمنل هذه الأمور فلم يروا منها شيئا.
و لابفدر أحد يقول ممن حضر مع مولانا سبحانه في ظاهر الأمر في مواضع لا يحضرها كل الناس أنه شاهده يفعل شيدا مما ذكرناه من نعب أو أكل أو شرب. حاشاه سبحانه من ول ذلك ونعالى عما يقولون المشركون علوا كبيرا. وهذا ما لا يقدر عليه أحد من الملوك ولا غيرهم.
و أيضا ما يزعمون المشركون به مما أوراهم من علة جسمه من حيث اعلال قلوبهم وهو في ظاهر الأمر يركب في محفة تحملها أربعة من الأضداد المشركين ونتشق به في أوساط المارفين الناكنين والمنافقين. وما من العساكر قبيلة إلا وقد فتل سادانهم والرعية كلها أعداؤه في الدين، إلا شرذمة بسيرة موحدين له مؤمنين به راضيين بقضائه؛ ومن رسوم الملوك أنهم لا ينقوا باحد من عساكرهم ولا من أولادهم خوفا من غدرهم: فكيف من بزعمون آنه مريض وليس يقدر يمشي وفد قتل جبابرة الأرض وملوكها ويمشي بينهم في محفة(25) .
وهذا الذي ذكرته لكم في هذه السيرة وأصناف هذه الأفعال ليس هي فعل أحد من البشر وما هو شيء يسنعظم للمولى سبحانه. وإنما ذكرنه لكم لنعبروا ونفنكروا. وبيان هذه الأفعال ليس هو فعل أحد من البشر . وإنما هو فعل قادر على الأشياء كلها وخالفها العالم بما خفي. والحاك على أهل
Shafi 128