============================================================
امره، ودخلتم في شريعتي وطاعته، فقد سلمتم وسلمتم. وإن ابيتم عليه كما ابيتم علي وصددتم عنه واستكبرتم، فله ان يأخذكم بالشرط اذي شرطتموه على أنفسكم ويقابلكم. فإن قاتلتموه قتلكم13 ، ولا يقبل لكم عذرا، ويستبيح ملتكم، ويهدم شريعتكم بهدمه لبيعكم، ويعطل كتبكم، ويكون ما بقي لكم عذرا تحتجون به ولا محال تركنون إليه ولا إبليس تعولون عليه، وهو المنصور عليكم يقطع شأفتكم وشأفة كل الظالمين. فهذا نص المواصفة. أ هكذا هو؟ قالوا : نعم. قال أمير المؤمنين عليه السلام : والمواصفة لم تزل تنتقل من بعد صاحب الشريعة والملة من وصي سادق إلى إمام فاضل حتى وصلت إلي وهي عندي. فلم يكن له عليه السلام ان ينقض شرطا اسسه، وحكما بينه، وهو معروف وقت ان نشأ في الجاهلية محمد الأمين. فكيف ينقض ما انعم به عليكم ولم يجز لأحد من أئمة دينه وخلفاء شريعته ان ينقض ما امر به من قبل اقضاء المدة اتباعا وتسليما لحكمه؟ فلما وصل الأمر إلي وانقضت تلك السنون المذكورة في المواصفة في عضري، وعند تمامها آمري، اخذت منكم بحقه، ودعوتكم إلى شرطكم وشرطه، حسب ما تقتضيه الأمانة وحكم المعاهدة. أ كذلك بلغكم انه صفة الحال؟ قالوا: نعم كذلك كان. قال: فأي حجة بقيت لكم عليه وعلي بعدما اوضحناه؟ وأي أمر عديت فيه بزعمكم عليكم إذا كنت بشرطكم اخذتكم، وما كنتم نتظرونه اقمته عليكم؟ وقد اوسعتكم حلما وعدلا، إذ ابقيت نفوسكم على أجسامكم ونعمكم عليكم إمهالا، لتنتبهوا بعد الغفلة ، وتسلموا بعد المعاهدة فأي حجة لكم بعد ما وصفناه؟ وأي حق معكم بعد ما قلناه؟ وأي عذر يقوم لكم بعد ما شرحناه؟ قولوا واسألوا تجابوا و تنصفوا، ولا يكون لكم قولا ولا حجة.
Shafi 479