============================================================
وما من هذه الطوائف أحد إلا وهو يزعم بانه مؤمن موحد، وهو كافر مشرك ملحد، وإنما اخذوا دينهم بالراي والقياس، والمكابرة والاختلاس، ونظروا في كتب الأضداد والأبلاس، فضلوا عن الطريق، وغاب عنهم النور الحقيق، فهم لا يهتدون؛ ولو نظروا بعين القلوب واليقين، وميزوا حقائق الإيمان والدين، وسلموا الأمر إلى صاحبه، ل واستقاموا على الطريقة الوسطى، لاستفادوا علما غدقا، وكسبوا عقلا صافيا غرقا، وسلكوا أوضح طريق، لكنهم اضاعوا الصلة بالإمام واتبعوا شهوات الأنام، واشركوا بين البار العلام وبين الأوثان والأصنام ففهم لا يفلحون. وقد ذكرت في الكتاب المنفرد بذاته ما يبطل مذهب كل فرقة منهم ، لكني اذكر في هذا الكتاب على اختصار الدقائق ، ومحض التوحيد والحقائق، وهي كفاية للعاقل اللبيب والموحد الأديب لان العاقل يسمع أول الكلام فيعرف وسطه وآخره، ويسمع آخره فيعرف وسطه واوله، ويسمع وسطه فيعرف طرفيه، والجاهل لا يعرف ظاهر النظام، ولا معاني الكلام.
اعلموا، هداكم" المولى إليه، بان جميع الأسماء المتعارفة بين الأمنين، مثل السابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق والأساس والإامام والحجة والداعي، تقع على محمود وعلى مذموم، لأن كل حد ي دعوة التوحيد مثله في دعوة الشرك والتلحيد، ليكون ضدها قائما بازائها، وكلهم موجودون في كل عصر وزمان. وإنما قالوا الشيوخ المقدمون بان السابق والتالي والجد والفتح والخيال روحانيون في العلو لا يشاهدهم أحد، إنما ارادوا بذلك استدراجا للمؤمنين، والثاني تدليسا عليهم. أما ترون في قولهم لكل3 حد في العلو روحاني حد في السفل
Shafi 624