============================================================
يؤيدها المتكلم إزاء الفلسفة، كما أنها تعبر عن موقف المتفلسف الملم وسط المذاهب الفلسفية، بحيث يمكن أن يؤخذ منها عقيدة دينية ذات أصول حهددة، كما سنبين ذلك فيما بعد .
واذا كان الكندى قد تأدب ببغداد واقام بها فى اثتاء ازدهار ملكانه ونفتحها ، وكان قد أظله الخلفاء المستنيرون منذ عصر المأمون الى بداية عصر المتوكل ، حيث بلغت حركة ترجمة الفكر الاجنبى خصوصا علوم اليونان الفلسفية ذروتها بفضل تشجيع هؤلاء الخلفاء، استطمنا أن ندرك قرة الجو الغدكرى الذى فيه تبع وفيه تفتحت مواهبه وتكامل نضجها . ولا شك أن انتقانه إلى بغداد كان بعد أن قطع مرحلة الشباب الأول وبدأ مرحلة الشقيف الااتى وبعد ان ظهرت بوادر فضله إلى حد أعظم منرلكه عند المأمون .
لاشك فى أن بده حياة الكندى مع ترعرع علم الكلام الناشىء وازدهاره ال رسط حركه فكرية قوية وعناية بالعلم وضعت أمهات كتب الفكر الفلسفى تحت نظر الملين قد أتاح للكندى تحصيل معارف واسعة، فيها كثير من العناصر الممنازة . وكمان عقله يتغذى من قراءة الكتب المتقولة على اختلافها ومن الصلة المباشرة بكبار المترجمين الاولين ومن المشاركة فى المناظرات والابحاث الكلامية والفلسفية المتنوعة التى لم تكن تخلو منها مجمالس الخلفاء . وتدل مؤلفات الكندى على تبحر فى أنواع العلوم وعلى شمول لكل ما كان يعنى مفكرى هصره من علوم كلامية أو فلسفية بالمعنى الواسع .
واذن فين إقبال هذا العربى الصميم على دراسة العلوم الفلسفية التى كان نقلها للمسلين والعناية بها شأن غير العرب وغير المصلمين فى الغالب، هذا إلى جانب تميزه ونبوغه واستقلاله فى الرأى - وهذا يتجل فى نقده لاراء الفلاسفة وانشائه وجهه نظر شخصية - كان مثالا مشجعا للعرب المسلين فى ذلك العصر الذى فيه لم تكن الفلسفة قد اتخذت لنفسها وطنا بينهم، ولم يكوتوا فيههم أيضاقد ملكوا ناصية وضع المشكلات وتوجيهها ، ولا أحكموا اداة مصالجتها من محيث تحرير المفهرمات والاصطلاحات الدالة عليها، فضلا عن تحداثآة عبدهم بالفلسقة بالاجمال وضرورة بذل الجمهد الكبير فى فهم نظرياتها . وإذا كان العرب فى ذلك الوقت لم يكو نوا موضع ثقة كبيرة فى العلوم العملية النطبيقية التى هى أسهل تعلما
Shafi 36