أو حمل ما ليس مشارًا إليه على ما ليس بمشار إليه، ولا من جهة أنه في مشار إليه، بل من جهة ما تنزل المعقولات منزلة الموجودات، فيكون المعقول يجري مجرى الشخص، وذلك حمل الأحوال المنطقية على المعقولات الأول، كقولنا: الحيوان جنس والناطق فصل. وهذا يدخل في حمل العرض على الشخص، فليعد في القسم الخامس.
والثاني حمل ما يجري من هذه من طريق أنها موجودات تتنزل منزلة الأشخاص.
والدلالة على المعقولات من هذه الجهة غير معروفة في لسان العرب، وأحرى بأن يكون في سائر الألسنة، وهو في طلبنا هذا المعنى الكلي الذي نحمله على كثيرين.
وأما ما يدل عليه لفظ إنسان أو فرس ما هو وما قوامه، فهو من جهة يعد في القسم الثاني، ومن جهة أخرى يليق أن يعد في الرابع. إلا أنه في القسم الثاني أحرى وأليق. وبالجملة فليعد قسمًا بنفسه من غير تقسيم.
كمل ما وجد من هذا القول.
الحمد لله على نعمه.
القسم الثاني
تقديم الناسخ
قال القاضي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن النضر وهو المعروف بالأديب: الواصل على يد الوزير أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن الإمام من كتب الوزير الفاضل أبي بكر ما نذكره. فمنها: شرحه لكتاب السماع الطبيعي.
والقول على بعض كتاب الآثار العلوية.
وكذلك على بعض كتاب الكون والفساد.
والقول على بعض المقالات الأخيرة من كتاب الحيوان.
والكلام على بعض كتاب النبات.
وقول ذكر فيه الشوق الطبيعي وماهيته وابتدأ أن يعطي أسباب البرهان وحقيقته.
ورسالة الوداع إلى الشيخ الوزير أبي الحسن المذكور.
وكتاب اتصال العقل بالإنسان كتب به إليه أيضًا.
والقول على القوى النزوعية كتبها إليه ما بين الكتابين المذكورين.
وفصول تتضمن القول على اتصال العقل بالإنسان.
وكتاب المتوحد.
وكتاب النفس ينقص منه مقدار يسير ذكر الوزير أنه سقط منه بعد وقوعه إليه.
وتعاليق على كتاب أبي نصر الذهنية.
وفصول قليلة في السياسات المدنية وكيفية المدن وحال المتوحد فيها. ونبذ يسيرة على الهندسة والهيئة.
هذا قول القاضي الأديب ﵀ ووقع إلي مجموعة تتضمن ما هذا مثاله من كلام الشيخ الكبير الوزير أبي بكر ﵁ فأثبتها كما ترى:
ومن كلامه ﵁
بسم الله الرحمن الرحيم وبه الحول والقوة والتوفيق والعصمة
بين العقل والقوة المتخيلة
واتصال العقل الإنساني بالأول
انظر ببصرة نفسك في نفسك إلى ما بين العقل والقوة المتخيلة من العجائب، ترى يقينًا أن العقل يأخذ من القوة المتخيلة معلومات هي المعقولات، حسب ما ذكرته، وإنه يعطي القوة المتخيلة معلومات آخر يبسها فيها: أما معلومات استنبطها العقل وبسطها في المتخيلة، مما يقدر الإنسان أن يصنعه بإرادته من آراء خلقية وصناعية وإما أن يعطي العقل القوة المخيلة معلومات يبسطها فيها من حوادث جرت في العالم يوجدها فيها قبل حدوثها، أو ما حدثت ولم تحصل في القوة المتخيلة عن حاسة، بل عن العقل الذي يخدمها، منها ما يكون بالرؤيا الصادقة، والعجب العجيب فيها ما يكون بالوحي أو بضروب الكهانات.
وبين أن ما يعطيه العقل الإنساني للتخيل ليس هو منه ولا يضعه هو فيه، بل يفعل هذا الفعل فيه فاعل علمه قبل، قادر على إيجاده لا إلاه إلا هو هو سبب وجوده، ومحرك الأجرام الفاعلة بإرادته إلى أن تفعل ما يريده في الأجرام المنفعلة كما أنه لما أراد أن نعلم ما يحدثه في العالم أفاض على الملائكة علم ذلك، ومن ملائكته يفيض ذلك العلم على عقول الإنسان فيدركه إنسان إنسان بحسب ما وهب من الاستعداد لقبوله.
وهذا ظاهر، في الأكثر، في الصالحين من عباده الذين هداهم الله، وأخلصوا به وبملائكته وكتبه ورسله، وعملوا بما يرضيه، فإنه يفيض عليهم، بتوسط ملائكته في الرؤيا، وغير ذلك، عجائب من الحوادث الحادثة في العالم.
ومن كلامه
في المعرفة النظرية والكمال الإنساني
أو في الاتصال بالعقل الفعال
1 / 23