ولست بالأكثر منهم حصى
وانما العزة للكاثر
وأراد نفي العزة عمن ليس بكاثر، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله):
(انما الماء من الماء) [1] واحتج بذلك الأنصار في نفي الماء من غير الماء وادعي من خالفهم نسخ الخبر، فعلم انهم فهموا منه التخصيص والا كانوا يقولون: (انما) لا تفيد الاختصاص بوجوب الماء من الماء.
والذي يدل على ان الولاية في الآية مختصة انه قال: «وليكم» فخاطب به جميع المؤمنين جملتهم ودخل في ذلك النبي وغيره ثم قال: «ورسوله» فأخرج النبي عليه وآله السلام من جملتهم لكونهم مضافين الى ولايته، فلما قال: «والذين آمنوا» وجب أيضا ان الذي خوطب بالآية غير الذي جعلت له الولاية، والا ادى الى ان يكون المضاف هو المضاف اليه، وادى الى ان يكون كل واحد منهم ولى نفسه، وذلك محال.
وإذا ثبت ان المراد في الآية ما ذكرناه والذي يدل على ان أمير المؤمنين (عليه السلام) هو المختص بها أشياء:
منها ان كل من قال ان معنى الولي في الآية معنى الأحق قال انه هو المخصوص به، ومن خالف في اختصاص الآية فجعل الآية عامة في المؤمنين وذلك قد أبطلناه.
ومنها ان النقل حاصل من الطائفتين المختلفتين والفرقتين المتباينتين من الشيعة وأصحاب الحديث ان الآية خاصة في أمير المؤمنين (عليه السلام).
ومنها ان الله تعالى وصف الذين آمنوا بصفات ليست موجودة إلا فيه لانه قال «والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» فبين ان المعني بالآية هو الذي آتى الزكاة في حال الركوع، وأجمعت الأمة على انه لم يؤت أحد الزكاة في هذه الحال غير أمير المؤمنين (عليه السلام).
وليس لأحد ان يقول ان قوله «وهم راكعون» ليس هو حالا لإيتاء الزكاة بل انما المراد به ان صفتهم إيتاء الزكاة لأن ذلك خلاف اللغة، الا ترى ان القائل إذا قال: لقيت فلانا وهو راكب لم يفهم منه الا لقاؤه في حال الركوب ولم يفهم منه ان من شأنه الركوب. وإذا قال: رأيته وهو جالس أو جاءني وهو ماش، لم يفهم
Shafi 131