يراك ولا تراه بعد يومك
وألح به البول، فقلت له: البول ملح بك. فقال:
غدا ينقطع البول
ويأتي الويل والعول
ألا إن لقاء الله
هول دونه الهول
ومات من الغد، فأرجو أن يكون هذا القول توبة له، مما كان اعتقده من ذبحه نفسه، والرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول: «من وجأ نفسه بحديدة حشر يوم القيامة وحديدته بيده يجأ بها نفسه خالدا مخلدا في النار، من تردى من شاهق حشر يوم القيامة يتردى على منخريه في النار خالدا مخلدا، من تحسى سما حشر يوم القيامة، وسمه بيده يتحساه خالدا مخلدا في النار.»
قال الحسن بن رجاء الكاتب: جاءني أبو تمام إلى خراسان، فبلغني أنه لا يصلي، فوكلت به من لازمه أيامه، فلم يره صلى يوما واحدا فعاتبته. فقال: يا مولاي قطعت إلى حضرتك من بغداد فاحتملت المشقة وبعد الشقة ولم أره يثقل علي، فلو كنت أعلم أن الصلاة تنفعني وتركها يضرني ما تركتها، فأردت قتله فخشيت أن يحمل على غير هذا.
وفي تآريخ كثيرة أنه أحضر المازيار إلى المعتصم، وقبل قدومه بيوم سخط على الأفشين؛ لأن القاضي ابن أبي داود قال للمعتصم: أغرل ويطأ امرأة عربية، وهو كاتب المازيار وزين له العصيان، فأحضر كاتبه وتهدده المعتصم، فأقر أنه كتب إلى المازيار لم يكن في الأرض، ولا في العصر بلية إلا أنا وأنت وبابك، وقد كنت حريصا على حقن دمه، حتى كان من أمره ما كان ولم يبق غيري وغيرك، وقد توجه إليك عسكر من عساكر القوم؛ فإن هزمته وثبت أنا بملكهم في قرار داره، فظهر الدين الأبيض فأجابه المازيار بجواب هو عنده سفط أحمر، فجمع بين الأفشين والمازيار، فاعترف المازيار بما حكى عنه، وقيل للمعتصم: إن وراء المازيار مالا جليلا، فأنشد:
إن الأسود أسود الغاب همتها
Shafi da ba'a sani ba