Rasail Al-Sheikh Al-Hamad fi Al-Aqeedah
رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
Nau'ikan
لأنه فقد الإخلاص، والله سبحانه يقول: [إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] (النساء: ٤٨) وقال: [وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (الأنعام: ٨٨) .
كذلك لو صلى لله ولكن على صفة غير الصفة التي علمنا إياها الرسول"؛ بحيث ابتدع صفة من عنده بطلت عبادته؛ لأنه فقد المتابعة، والرسول"يقول في الحديث المتفق عليه: =من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد+ (١) .
أي مردود، والجار والمجرور في قوله =عليه+ متعلق بمحذوف تقديره (حاكمًا أو مهيمنًا) .
وفي رواية أخرى للحديث =من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد+ (٢) .
وهذان الشرطان في الحقيقة متلازمان؛ فإن من الإخلاص لله أن تتبع النبي"واتباعُه ﵊ مستلزم للإخلاص.
أهمية الإخلاص والمتابعة
مما يدل على أهمية الإخلاص والمتابعة اللذين هما شرطا قبول العبادة مايلي:
١_أن الله أمر بإخلاص العبادة له، قال_تعالى_: [وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] (الأعراف: ٢٩) .
٢_أن الله_تعالى_اختص نفسه بالتشريع، فهو حقه وحده، ومن تَعَبَّد الله بغير ما شرع فقد شارك الله ﷿ في تشريعه، قال_تعالى_: [شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ] (الشورى: ١٣) .
وقال: [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ] (الأنعام: ١٥٣) .
٣_أن الله أنكر على من يشرع من عند نفسه، قال_تعالى_: [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ] (الشورى: ٢١) .
٤_أن الله أكمل لنا الدين، ورضيه لنا، قال_تعالى_: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا] (المائدة:٣) .
(١) مسلم (١٧١٨)، وأحمد ٦/١٤٦. (٢) البخاري٣/١٦٧، ومسلم (١٧١٨) .
2 / 11