Wasiku na Bakin Ciki
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Nau'ikan
الجمال هبة الله فليس لامرأة فيه عمل، ولكن العجيب أن أكثر ما يكون من عمل المرأة إنما يكون في إفساد هذه الموهبة كأن الجمال غريب حتى عن صاحبته، تفسدها بالجهل إذا كانت جاهلة، وتفسدها بالعلم إذا كانت عالمة، وتفسدها بلا شيء إن كانت هي لا شيء ... •••
على أنها كانت تزعم أنها تبغض الفلسفة وأهلها وتقول: ينبغي أن تتحول الفلسفة إلى شعر كالتراب نعالجه ليستوي مخضرا فإذا هو لم ينبت فاردم به المستنقعات واملأ منه الحفر وافتح فيه القبور، والفلسفة وإن كانت من ضرورات الحياة والأحياء ولكنها عند بعض الناس أعجب شيء، وعند آخرين شيء عجيب، وعند الشعراء لا شيء عجيب ... أعرف العلم والمنطق ولكن الطباع غير العقول فمن كان في سن العقل استطاع أن يحمل في فلك رأسه السموات السبع والأرض ومن فيهن وذلك هو الفيلسوف في سمته وهيبته ووقاره كأن فيه مكتبة كبيرة أو كأن فيه ثقلا خاصا ...؛ ومن كان في سن الطبع فلا يعرف إلا ما يميل إليه طبعه، فإن يكن هناك منطق وعلم فهما في كيفية إيجاد الميل في نفسه، ثم في استخراج اللذاذة الروحية لنفسه من هذا الميل، ثم في تهيئة الاستمتاع من هذه الروحانية بكل ما فيها لكل ما فيه.
هذا هو رأيها ولكن لا تنس أنه رأيها الفلسفي ... وأنه لن يكون لها رأيا إلا إذا كان لها بديا
10
فلسفة قد جعلت من طباعها «جمود إحساس الكتب»؛ وههنا المصيبة فإنها إن عمدت إلى غيظك اختبأت نفسها في كتبها وأوراقها، ورأت هذه الكتب والأوراق دنيا غير الدنيا لها أشخاص غير الأشخاص، أما بين الكتب والأوراق فهي تحمل في رأسها السموات السبع والأرض فكيف تشعر بك إذا أنت وحدك وقعت من السموات السبع والأرض ...؟
ولكن هل أنت إلا أنت وحدك؟
الرسالة السابعة
نالت مني رسالتك يا عزيزي وما كنت ظالما ولقد ظلمت، جاءتني سطورك جملا جملا فانصبت على قلبي انصبابا فغشيته من حروفها بموج أسود كالظلم، لك الله أن تحسبني هالكا وتقول: إن روحي محمومة بتلك الفتاة، وإني في حاجة منك إلى علاج مر؛ إلى بضع نصائح من الكينا ...
فأما إني محموم بها فلا وما أبعدت؛ ولكن هي كانت أشبه بالهذيان في الحب، وإن الدهر ليحم مرارا عدة متى ركبته الأقدار الملتهبة؛ فإذا هو حم جاء من هذيانه نابغة يهذي في رجل أو امرأة، وكان من علامة نبوغ تلك الفتاة أن فيها من برد الدنيا وسخونتها ... فيها والله برد شديد ويكفي أنه برد الفلسفة ...
قالوا: جلت الحقيقة أن تكون البشرية محلا لتلقيها؛ وأقول: جلت مرة أخرى أن تكون المرأة هي هذا المحل؛ فما للمرأة الجميلة والفلسفة؟ أللهم لا تبتل بها من النساء إلا كل ذات وجه غضن
Shafi da ba'a sani ba