بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المعطى ما شاء لمن شاء، لا مانع لعطائه ولا راد لمراده وقضائه، أحمده بما هو أهله من المحامد، وأشكره على فضله المتزايد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا معاند، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيّه وخليله، اللهم صلّ عليه وعلى آله وأصحابه ومحبيه وأهل طاعته وسلم وشرّف وكرّم.
أما بعد، فإنى كثيرا ما كنت أتعجب من تطاول بنى أمية «١» إلى الخلافة مع بعدهم من جذم رسول الله ﷺ، وقرب بنى هاشم وأقول: كيف حدّثتهم أنفسهم بذلك، وأين بنو أمية وبنو مروان بن الحكم من يد رسول الله ﷺ ولعينه «٢» من هذا الحديث مع تحكم العداوة من بنى أمية وبنى هاشم فى أيام جاهليتها، ثم شدة عداوة بنى أمية لرسول الله ﷺ ومبالغتهم فى أذاه وتماديهم على تكذيبه فيما جاء به منذ بعثه الله ﷿ بالهدى ودين الحق إلى أن فتح مكة، شرّفها الله تعالى، فدخل من دخل منهم فى الإسلام كما هو معروف مشهور.
وأردد قول القائل:
وكم من بعيد الدار نال مراده ... وآخر دانى الدّار وهو بعيد
فلعمرى لا بعد أبعد مما كان بين بنى أمية وبين هذا الأمر؛ إذ ليس لبنى أمية سبب إلى الخلافة ولا بينهم وبينها نسب إلا أن يقولوا: إنا من قريش فيساوون فى
1 / 13