إن القرابة لا تقرب قاطعا ... وأرى المودة أكبر الأنساب
ثم إنى أقول: يا عجب، كيف يستحق خلافة رسول الله ﷺ «١» على أمته شرعا من لم يجعل الله له حقا في سهم ذى القربى، أم كيف يقيم دين الله من قاتل رسول الله ﷺ ونابذه وكابده وبذل جهده في قتله. وليت بنو أمية الخلافة، عدلوا وأنصفوا، بل حادوا في الحكم «٢» وتعسفوا واستأثروا بالفىء «٣» كله، وحرموه بنى هاشم جملة، وزادوا في العتو والتعدى حتى قالوا: إنما ذو القربى قرابة الخليفة منهم، حتى قرروا عند أهل الشام أنه لا قرابة لرسول الله ﷺ يرثونه إلا بنى أمية، فلما قام بالأمر أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله ابن عباس المنعوت بالسفاح «٤»، وقتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلائف بنى أمية وأزال دولتهم، دخل عليه مشيخة من أهل الشام فقالوا: والله ما علمنا أنه لرسول الله ﷺ قرابة إلا بنى أمية حتى وليتم، فقال إبراهيم بن مهاجر (شعرا):
أيها الناس اسمعوا أخيركم ... عجبا زاد على كل عجب
عجبا من عبد شمس إنهم ... فتحوا للناس أبواب الكذب
ورثوا أحمد فيها زعموا ... دون عباس وعبد المطلب
كذبوا والله ما نعلمه ... يحرز الميراث إلا من قرب
1 / 43