237

Rasailin Maqrizi

رسائل المقريزي

Mai Buga Littafi

دار الحديث

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ

Inda aka buga

القاهرة

القرآن شرف لك ولقومك «١» . وقال: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ «٢» أى شرفكم. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى «٣»: إنما وضع الذكر موضع الشرف؛ لأن الشرف مذكر. وعن الإمام مالك- ﵀ فى قوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ قول الرجل: حدثنى أبى عن جدى «٤»، وقال تعالى ممتنا على سيد المرسلين محمد ﷺ: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ «٥» ذهب الجمهور إلى أن معناه إذا ذكرت ذكرت معى، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة يقول «٦»: أشهد أن لا إله إلا الله، إلا قال: أشهد أن محمدا رسول الله. ويروى أن المسيح ﵇ قال: «الذى يعلم ويعمل بما علم يدعى في ملكوت السموات عظيما» . وعن نبى الله سليمان بن داود ﵉ أنه قال: «الذكر الجميل خير من الرائحة الطيبة، والإنسان يوم يموت خير من يوم يولد؛ لأن الرائحة الطيبة قولا تبلغ ربع ميل، والثناء الحسن «٧» والصفات الجميلة قد تبلغ أقصى الآفاق؛ وذلك أنّ الإنسان ما دام حيا يزهد فيه نظراؤه، فإن النفوس كأنها ناظرة إليه، ومن شأن صاحب المروءة أن يزهد فيما ظفر به لأنه في يده قد أمن فواته، وأن يحرص على طلب ما غاب عنه، ويرغب في تحصيله، فإذا مات الإنسان فقد فات، فتلمح

1 / 250