Wasiku na 'Yan'uwan Tsarki da Abokan Amana
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
Nau'ikan
والثاني الجومطريا وهو الهندسة وهي معرفة ماهية المقادير ذوات الأبعاد وكمية أنواعها وخواص تلك الأنواع وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض وكيفية مبدئها من النقطة التي هي رأس الخط، وهي في صناعة الهندسة كالواحد في صناعة العدد.
والثالث الأسطرنوميا وهي النجوم، وهي معرفة كمية الأفلاك والكواكب والبروج وكمية أبعادها ومقادير أجرامها وكيفية تركيبها وسرعة حركاتها وكيفية دورانها وماهية طبائعها وكيفية دلائلها على الكائنات قبل كونها، والرابع الموسيقى الذي هو علم التأليف، وهو معرفة ماهية النسب وكيفية تأليف الأشياء المختلفة الجواهر المتباينة الصور، المتضادة القوى، المتنافرة الطبائع كيف تجمع ويؤلف بينها؛ كيما لا تتنافر وتأتلف وتتحد وتصير شيئا واحدا، وتفعل فعلا واحدا أو عدة أفعال، وقد عملنا في كل صناعة من هذه الصناعات رسالة شبه المدخل والمقدمات.
والعلوم المنطقيات خمسة أنواع؛ أولها أنولوطيقيا وهي معرفة صناعة الشعر، والثاني ديطوريقيا وهي معرفة صناعة الخطب، والثالث طوسيقا وهي معرفة صناعة الجدل، والرابع يولوطيقا وهي معرفة صناعة البرهان، والخامس سوفسطيقا وهي معرفة صناعة المغالطين في المناظرة والجدل، وقد تكلم الحكماء الأولون والمتأخرون في هذه الصنائع والعلوم، وصنفوا فيها كتبا كثيرة، وهي موجودة في أيدي الناس.
وقد عمل أرسطاطاليس ثلاثة كتب أخر وجعلها مقدمات لكتاب البرهان؛ أولها قاطيغورياس والثاني باريميناس والثالث أنولوطيقيا الأولى، وإنما جعل عنايته أكثرها بكتاب البرهان؛ لأن البرهان ميزان الحكماء يعرفون به الصدق من الكذب في الأقوال والصواب من الخطأ في الآراء والحق من الباطل في الاعتقادات والخير من الشر في الأفعال، كما يعرف جمهور الناس بالموازين والمكاييل والأذرع؛ تقدير الأشياء الموزونة والمكيلة والمذروعة إذا اختلفوا في حزرها وتخمينها، فهكذا العلماء العارفون بصناعة البرهان يعرفون بها حقائق الأشياء إذا اختلف فيها حزر العقول وتخمين الرأي كما يعرف الشعراء العروضيون استواء القوافي وانزحافها إذا اختلف فيه بصناعة العروض الذي هو ميزان الشعر.
وقد عمل فرقوريوس الصوري كتابا وسماه إيساغوجي، وهو المدخل إلى صناعة المنطق الفلسفي، ولكن من أجل أنهم طولوا الخطب فيها ونقلها من لغة إلى لغة من لم يكن عارفا بها وبمعانيها انغلق على الناظرين في هذه الكتب فهم معانيها وعسر على المتعلمين أخذها، وقد عملنا في كل واحدة من هذه الصنائع رسالة ذكرنا فيها نكت ما يحتاج إليه وتركنا التطويل.
لكن نريد أن نذكر غرض ما في كل رسالة منها ها هنا؛ ليكون من ينظر فيها قد عرف غرض كل صناعة من هذه قبل النظر فيها، فنقول: أما غرض ما في إيساغوجي فهو معرفة معاني الستة الألفاظ التي تستعملها الفلاسفة في أقاويلها، وهو قولهم: الشخص والنوع والجنس والفصل والخاصة والعرض وماهية كل واحد منها وكيفية اشتراكاتها وماهية رسومها التي تميز بعضها من بعض وكيفية دلالاتها على المعاني التي في أفكار النفوس.
وأما غرض قاطيغورياس فهو معرفة معاني العشرة ألفاظ التي كل واحدة منها يقال لها: جنس الأجناس، وإن واحدا منها جوهر وتسعة أعراض وماهية كل واحد منها وكمية أنواعها ورسم كل واحد منها المميز لها بعضها من بعض، وكيفية دلالتها على جميع المعاني التي في أفكار النفوس.
وأما غرض ما في باريمنياس فهو معرفة تلك العشرة الألفاظ التي هي في قاطيغورياس، وما تدل عليه من المعاني عند التركيب حتى تصير كلمات وقضايا، ويكون منها الصدق والكذب، وأما غرض ما في أنولوطيقا الأولى فهو معرفة كيفية تركيب تلك الألفاظ مرة أخرى؛ حتى يكون منها مقدمات وكمية أنواعها وكيف تستعمل حتى يكون منها شيء محسوس واقتران القضايا ونتائجها. وأما غرض ما في أنولولطيقا الثانية فهو معرفة كيفية استعمال القياس الحق والبرهان الصحيح الذي لا خطأ فيه ولا زلل.
وأما العلوم الطبيعية فهي سبعة أنواع؛ أولها علم المبادئ الجسمانية وهي معرفة خمسة أشياء: الهيولى والصورة والزمان والمكان والحركة، وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض، والثاني علم السماء والعالم وهو معرفة جواهر الأفلاك والكواكب وكميتها وكيفية تركيبها وعلة دورانها وهل تقبل الكون والفساد كما تقبل الأركان الأربعة التي هي دون فلك القمر أم لا؟ وما علة حركات الكواكب واختلافها في السرعة والإبطاء؟ وما علة حركة الأفلاك؟ وما علة سكون الأرض في وسط الفلك في المركز ؟ وهل خارج العالم جسم آخر أم لا؟ وهل في العالم موضع فارغ لا شيء فيه؟ وما شاكل ذلك من المباحث.
والثالث علم الكون والفساد، وهو معرفة ماهية جواهر الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض وكيف يستحيل بعضها إلى بعض بتأثيرات الأشخاص العالية، ويكون منها الحوادث والكائنات من المعادن والنبات والحيوان، وكيف تستحيل إليها راجعة عند الفساد.
Shafi da ba'a sani ba