تساءلت كثيرا حيال أمر إخصائي المعالجة اليدوية ذاك؛ فرؤية الكيفية التي تتشكل بها أساطير حياة السيد مالي ليست مريحة.
مع ازدياد نبرة الشر في الرسائل، توقفت مصادفات التقائنا. مرة أو مرتين رأيت ظهره المنحني - مكتسيا بإحدى كنزاته - يتوارى عند دخولي إلى الردهة. شيئا فشيئا تحولت علاقتنا إلى شيء خيالي تماما. الآن يتهمني، عبر رسائله القصيرة، بأنني أقيم علاقات مع أشخاص من «نوميرو سينك»؛ وهو مقهى يقع في الجوار، أعتقد أنه استحضر هذا المكان لأغراض رمزية. شعرت بأن لا شيء أكثر من ذلك سيحدث في الوقت الحالي، ستستمر الرسائل، سيصير محتواها أكثر بشاعة وعلى الأغلب أقل تأثيرا في.
وفي صبيحة أحد أيام الأحد، طرق بابي، في الحادية عشرة صباحا تقريبا. كنت قد وصلت توا وخلعت معطفي ووضعت الغلاية فوق الموقد الكهربي.
هذه المرة كان وجهه مختلفا - باردا ومتعاليا - يشع منه ذلك الضوء البارد للفرحة العارمة باكتشافه دلائل الخطيئة.
قال بانفعال: «ترى هل تمانعين أن تتبعيني إلى الناحية الأخرى من الردهة؟»
تبعته. كان النور مضاء في الحمام، كان هذا الحمام خاصا بي، ولم يكن أحد آخر يستخدمه، لكن السيد مالي لم يعطني مفتاحه، وكان الحمام مفتوحا على الدوام. توقف أمام الحمام ودفع الباب ووقف وهو ينظر إلى الأسفل، ويخرج زفيره بهدوء.
قال بصوت خالص الأسف: «الآن من فعل هذا؟»
كانت الجدران أعلى المرحاض وأعلى حوض الاستحمام مغطاة برسومات وتعليقات من قبيل تلك التي تراها في الحمامات العامة على الشواطئ، وفي مراحيض المجلس المحلي في البلدات المضمحلة الصغيرة كتلك التي نشأت فيها. كانت الرسوم والتعليقات مكتوبة بأحمر شفاه، كالعادة. دار بخلدي أن لا بد من أن شخصا صعد إلى هنا الليلة السابقة، ربما يكون شخصا من المجموعة التي تتسكع وتتجول دائما حول المركز التجاري في ليالي السبت.
قلت في برود وثبات كما لو أنني بذلك أتنصل من المشهد: «كان من المفترض أن يغلق، يا لها من فوضى!» «إنه مغلق بالفعل. إنها لغة بذيئة بالنسبة لي. ربما هي ليست سوى مزحة بالنسبة لأصدقائك، لكنها ليست كذلك لي. ناهيك عن الرسوم. يا له من منظر جميل ترينه عندما تفتحين أحد الأبواب في عقارك في الصباح!»
قلت: «أعتقد أن أحمر الشفاه سيزول بالغسيل.» «إنني مسرور لأن زوجتي لم تر شيئا كهذا. إنه أمر يثير حنق امرأة حظيت بتربية حسنة. الآن لم لا تطلبين من أصدقائك أن يقيموا حفلا هنا بالدلاء والفرش؟ أود أن أرى الأشخاص الذين يتمتعون بهذا الحس الفكاهي.»
Shafi da ba'a sani ba