٣ - طَرِيقَته فِي الشَّرْح
لقد اهتم المُصَنّف اهتماما بَالغا بتطريز مادته اللُّغَوِيَّة بالشواهد الْمُخْتَلفَة من قُرْآن وَحَدِيث ونثر وَشعر وأقوال الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء بِحَيْثُ تَجِد مادته اللُّغَوِيَّة موثقة توثيقا كَامِلا ويبدو هَذَا الْقَارئ من أول وهلة
وَمن محاسنه اهتمامه الشَّديد باللهجات الْعَرَبيَّة اهتماما فاق كثيرا من الْكتب الَّتِي نقل مِنْهَا وَقد أوضحت ذَلِك فِي الْفَقْرَة الَّتِي كتبتها فِي اللهجات بيد أَنِّي آخذ على المُصَنّف فِي هَذَا المجال أَنه يهتم بِنِسْبَة أغلب اللهجات إِلَى أَصْحَابهَا وَلم فعل لزاد من فَائِدَة كِتَابَة وَلكنه سَار على نهج أَكثر الْعلمَاء قبله فِي ذكرهم اللهجات دونما نِسْبَة ناهيك عَن الفيروز آبادي الَّذِي ينْدر أَن يذكر فِي قاموسه لُغَة منسوبة
وتتضمن طَريقَة المُصَنّف فِي الشَّرْح جَوَانِب عدَّة أهمها الشَّرْح بالمرادف وبالاشتقاق وبالسياق وبالضد وأحاول هُنَا بِقدر المستطاع أَن ألقِي الضَّوْء على طَرِيقَته فِي شرح الْجُزْء الثَّالِث من الراموز وَمن خلال ذَلِك تتوضح لنا بجلاء الصُّور الثَّلَاث الَّتِي ذكرتها سَابِقًا
١ - مِمَّا يحْتَسب لَهُ عنايته بإيراد الْمعَانِي المجازية والكنائية فِي شرح الْمَادَّة وَهَذِه ميزة لم تتوفر فِي كثير من المعاجم وَمن ذَلِك مثلا مَا ذكره فِي - مَادَّة بَوْل قَالَ الْبَوْل وَاحِد الابوال وبال كفال وَالِاسْم البيلة وَأَخذه بوال بِالضَّمِّ أَي كَثِيرَة بَوْل يُقَال كَثْرَة
1 / 79