وأملوا فِيهِ الداوين وَلما كَانَ الْغَرَض الرئيسي لوضع المعجمات هُوَ جمع مُفْرَدَات اللُّغَة ومحاولة إحصائها وَشَرحهَا وَالنَّص على مَعَانِيهَا والاستشهاد لَهَا بمختلف الشواهد الشعرية والنثرية فقد تشعبت للغويين مناهج هَذَا الْعَمَل فَمنهمْ من اخْتَار جمع الْموَاد حسب الْأَلْفَاظ مُرَتبا إِيَّاهَا ترتيبه الْخَاص وَمِنْهُم من رأى جمع الْموَاد حسب الموضوعات مبوبا لَهَا حسب الْمعَانِي وَقد اخْتلفت طرق التَّرْتِيب لَدَى الطَّائِفَتَيْنِ فَذَهَبت الطَّائِفَة الأولى إِلَى تَرْتِيب الْأَلْفَاظ على مخارج الْحُرُوف اَوْ على الْحُرُوف الهجائية ناظرة إِلَى الْحَرْف الأول للفظة أَو الْحَرْف الْأَخير لَهَا أَو كليهمَا وَذَهَبت الطَّائِفَة الثَّانِيَة إِلَى إِيرَاد الْأَلْفَاظ الْخَاصَّة بالموضوع الْمَعْقُود لَهُ الْبَاب والاستشهاد بِكُل مِنْهَا أَو لبعضها أَو إِلَى إِيرَاد النُّصُوص الشعرية الْخَاصَّة بِالْبَابِ واستخراج الْأَلْفَاظ وَشَرحهَا
تطور النّظم الَّتِي سَارَتْ عَلَيْهَا المعاجم فِي اللُّغَة
إِن مُؤَلَّفِي المعجمات الأول هم رواد التَّأْلِيف المعجمي فِي الْعَرَبيَّة ومعاجمهم الطَّلَائِع الأولى وَهِي الَّتِي وضعت كل قَوَاعِد المعجم الْعَرَبِيّ ومعاجم هَؤُلَاءِ الرواد لم تبقى لمن بعدهمْ جَدِيدا فِي تَرْتِيب الْموَاد إِلَّا فِي حالات لَا تعد جدَّتهَا ابتكارا وعَلى هَذَا فَإِن الْمدَارِس اللُّغَوِيَّة أَربع لكل مِنْهَا نظام خَاص ومنهج خَاص وشخصية خَاصَّة وسنوجز الْكَلَام عَن هَذِه الْمدَارِس وخصائصها بِقدر
1 / 16