قال: هو في مكة كما تعلم.
قال: أأذهب إلى مكة الآن؟
قال: ذلك ما أمرنا به فافعل ما بدالك.
فلبث مدة صامتا يفكر ثم مشى وهو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله. وسار عبد الله في إثره حتى دخلا المنزل وهما صامتان. ثم التفت سعيد وهو ينزع عباءته وقال لابد من أمر ذي بال يدعوني جدي إليه فهل تعرفه؟
قال لا أخاله استدعاك إلا ليراك قبل حلول أجله لأنه شاخ وضعف وأنت تعلم أنه يحبك ولا رجاء له سواك.
قال لا حيلة لنا في القعود فلنبت الليلة ونصبح مسافرين. وقضى ليلته يفكر في قطام وسفره.
ولما أصبحوا ركب سعيد ناقته وركب عبد الله ورفاقه حمالهم وهموا بالمسير فرأى سعيد أن يودع قطاما قبل السفر فاستمهل رفاقه ريثما يعود إليهم وسار يلتمس منزلها وهو في لباس السفر. فلما أشرف على المنزل تذكر ليلته بالأمس ولكنه لم يضطرب لانشغال خاطره في جده وقد خاف عليه الموت قبل وصوله إليه. ووصل المنزل فلقي ريحانا فسأله عن قطام. فقال: أنها خرجت في حاجة وسوف تعود.
فقال: إلي أين ذهبت؟
قال: إلى مكان لا أدري أين هو.
فانشغل بال سعيد لخروجها في ذلك الصباح وهو لا يرى ما يدعو فتاة مثلها إلى الخروج فدبت الغيرة في قلبه فقال: وهل مضت وحدها؟
Shafi da ba'a sani ba