فوقف أبو خلولة وقد بغت وقال «وما ذلك يا مولاي. إني لا أعرفني إلا مخلصا لك خادما لمقاصدك».
قال «ربما كنت كذلك ولكن خولة هذه (وأشار إليها) تواطئ الناس على قتلي وتسعى في إنقاذ ابن أبي طالب».
فلما سمع أبو خولة قوله مشى مسرعا حتى أمسك ابنته وقال «إني لا أعرفها إلا جارية من جواري مولاي فإذا ارتكبت شيئا من ذلك فإني أذبحها بين يديك ودمها هدر لك» قال ذلك وجذبها كأنه يريد إيقافها وتقدميها إلى عمرو. أما هي فظلت جالسة ولم تبال.
فقال له عمرو «عد إلى مكانك ودعها تدافع عن نفسها فإني لا أريد أن أعاقبها إلا بعد المحاكمة فإذا صح ما قيل عنها كان القتل أخف قصاص لها».
فلما سمع عبد الله تلك اللهجة الشديدة اختلج قلبه في صدره وخاف عاقبة تلك الجلسة ولكنه تجلد وصبر.
الفصل الثامن والتسعون
دعوى قطام
ثم التفت عمرو إلى خولة وقال «ما تقولين يا خولة؟»
فوقفت وقالت بصوت رائق وجأش ثابت «ماذا أقول يا سيدي وأنا لا أعرف التهمة التي وشى بها إليك الواشون. فإذا سمعتها ذكرت لك الحقيقة ولك الأمر بعد ذلك فإذا استوجبت القتل فما أنا خير ممن قتل من رجال الإسلام في هذه الفتنة».
فعجب عمرو لتلميحها إلى أعظم ما حدث في تلك الأثناء فقال لها «مالك ولهذا الكلام يا خولة قولي ما جوابك على سؤالي؟»
Shafi da ba'a sani ba