وكان عبد الله يفكر في ذلك وهو ماش في ثرا عمرو حتى جلس عمرو على مقعده فوقف عبد الله بين يديه ينتظر أمره بالجلوس فأشار إليه فجلس على وسادة بالقرب منه وهو ينتظر ما يقوله وقد نفد صبره.
الفصل السادس والتسعون
الاستنطاق
فصبر عمرو لحظة وفي يده درة (سوط) يلاعبها بين يديه كأنه يتشاغل بها عن قلق يخامر ذهنه ففتح عبد الله الحديث قائلا «كيف حال مولاي الأمير وما الذي يأمر به عبده فقد لبيت دعوته وأنا راج أن يكلفني أمرا أقضيه له جزاء لبعض ما له علي من الفضل».
فالتفت إليه عمرو وهو يمشط لحيته بأنامله وقال «إنما دعوتك لأسألك سؤالا واحدا وأرجو أن تصدقني في الجواب عليه مما أحسني أجزلته لك من الجميل وألقيت عليك بعد أن رأيت الموت رأي العين».
فوقف عبد الله احتراما وقال «يعلم الله أني لا أنسى جميلا أوليتني إياه بإغضائك عن جريمة اقترفتها ثم بإنعامك علي بحياتي وهي خير هبة فكيف لا أصدقك؟»
قال ذلك وقلبه يخفق خوفا من سماع ما قد يكون سبب نقمته عليه.
وأقعده عمرو قال «بلغني اليوم من مطلع على أحوالك أنك إنما جئت الفسطاط مع رفيقك سعيد للفتك بي هل ذلك صحيح؟»
فنهض عبد الله ثانية وقال ولهجة الصدق بادية على وجهه «كلا يا مولاي إن ما بلغك من ذلك محض افتراء».
قال «وما الذي جاء بكما إذا؟»
Shafi da ba'a sani ba