هبط الجبل، بمجرد دخوله القرية تجمع حوله الصبية عراة، حول خصورهم نظم من الخرز، ومن أعناقهم تتدلى التمائم حامية إياهم من الأرواح الشريرة والعوارض، تجري خلفه الكلاب مهوهوة، خلفه أعناق النساء من أعلى زرائب الإنجيل وسياج البامبو، كان يمشي دون هدى، يشق الأزقة حيثما اتفق ... اتفق ...
أين سنيلا؟
كانت في البحيرة قبل لحظات رأيتها بأم عيني، وكانت سترقص لولا أنني هتفت مناديا باسمها، أو هتف أحدهم بصوتي وإحساسي، لا علم لي إلا ما علمني الله، كيف لي أن أعرف؟
جاءه المحاربون، طردوا الأطفال، اقتيد إلى منزل الكواكيرو الذي أمر بإعادته إلى الكهف، إنه ضل الطريق، قال الكواكيرو، الرأس العجوز يفكر: لماذا لا أفيد منه في تعليم الأطفال شيئا يفيدهم؟ لماذا لا نفتح له بيتا للتعليم ونغريه بالذهب؟ قيل إنه يريد سنيلا، تلك القبيحة البرصاء، لماذا لا نعطيها له زوجة؟
في هذا العام يبلغ الكواكيرو ثمانينه، أي عشرين عاما منذ أن اختفى مستر ومسز جين، عشرة أعوام منذ أن أرسل آخر طالب رسالة، كان كهلا مهموما بالتقدم، مأمولا بالمستقبل، ولكنه دائما مفجع بالنتائج السيئة.
أرسلت حتى الآن ما يقارب مائة طالب للعلم، من خيرة أبناء القبيلة، أنفقت عليهم من التبر والبقر الكثير يكفيهم ليعيشوا عمرهم كله، لكنك تعرف الآن أن أكثرهم أصبح تاجرا بالشرق، ولو أن البعض واصل تعليمه في بلاد ما وراء البحار كلها وأصبح ذا شأن، ولكنهم أقاموا هناك أيضا، وما زلت كلما لاعبك حرقان الأمل أرسلت آخرين.
لم يعد إخوانكم، عودوا أنتم، القرية دائما في انتظاركم.
وحملتهم بالتبر ودعوات ذويهم بأن يرجعوا ...
سأحضر يا أمي سنويا إلى أن أكمل تعليمي، بعد ذلك سآتي لأقيم بالقرية وأعلم الأطفال، وسأنشئ بيتا للتداوي من الجذام والجدري والسل والملاريا، أنا لست مثل الآخرين، سأعود.
وعندما عمل الآباء على عصيانك، منعوك أطفالهم، أغريتهم بالتبر وزوجتهم مزيدا من النساء وشجعتهم على الإنجاب.
Shafi da ba'a sani ba