كانت سنيلا الجميلة جميلة!
كانت فلوباندو الجميلة قبيحة!
وكان هو سعيدا بحزن عميق، سعادة لا يحدها عمق الحزن، هذه هي الفتاة التي حلم بها كثيرا في كهفه، هي الآن أبعد ما تكون عنه، وسيفقدها الآن ذاته. حاولت فلوباندو أن تعرفه بها أو تعرفها به وهي تعلم أنها تعرفه، فهو أشهر من في القرية كلها؛ الغريب الآتي من الشرق، قاتل الذئب. هو يعرفها، يعرف كل عضلة أدت رقصة البحيرة، كانت كفها خشنة بعض الشيء، لاحظ ذات الملمس في كف فلوباندو.
حينما خاطبها بلغة أمها الإنجليزية كانت تنظر إليه في بله وغباء، إلى أن أنقذت فلوباندو الموقف قائلة: إنها لا تعرف غير لغة «اللالا» بلهجة الدغل الأوسط والشمالي فقط ...
قال مندهشا: أليست هي ابنة الجين؟
نعم، نعم.
لكن الأمر يحتاج لشروحات كثيرة؛ لأنه عندما تخلى مستر ومسز جين عن لغتهما واعتنقا لغة ودين القبيلة، فرضا ذات اللغة على سنيلا وبانارودونادو اللذين ولدا في قمة سقوط الجين.
سقوط؟!
نعم، هكذا سمى قوم «لالا» الحالة التي وصل إليها آل جين، عادا إلى قرون كثيرة إلى الوراء، كان الأجدر بهما أن يقودا القبيلة إلى عصر جديد، فقط لو أنشأ بيتا للتعليم وآخر للعلاج، أو شجعا الكواكيرو مجرد تشجيع لمواصلة برامجه في إرسال أبناء القبيلة للتعلم في أنحاء الدنيا الكثيرة، خيبا أمل القبيلة فيهما.
كان يعرف أن فلوباندو ستسهب في الحديث عن آل جين، يريد أن يعرف عنهما الكثير، لكن الآن يريد سنيلا، فقط سنيلا.
Shafi da ba'a sani ba